كشف تقرير مطول نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن مشكلة كبيرة يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بسبب الضغوط المتزايدة على قواته مع تعدد الجبهات والتحضيرات لشن عدوان عسكري جديد محتمل على قطاع غزة.
وركز تقرير لصحيفة للمحلل العسكري الإسرائيلي "يوآف زيتون" الضوء على العقبات التي يواجهها الجيش، ومنها نقص العامل البشري، والضغوط التشغيلية والنفسية، والتحديات اللوجستية التي تحول دون الحفاظ على استقرار الجبهات المختلفة.
نقص القوى البشرية
يكشف تقرير الصحيفة، بأن جيش الإحتلال الإسرائيلي فقد أكثر من 12000 جندي وضابط منذ بداية حرب غزة، بين قتيل وجريح, ومع الزيادة في عدد القوات المطلوبة للدفاع عن الحدود، وتوسيع الوحدات العسكرية كوحدات المدرعات والهندسة، أصبح هناك عجز كبير في عدد الجنود المتاحين. ويتعلق النقص، حسب التقرير، بالقرارات الأولى التي اتخذها رئيس أركان الجيش "إيال زامير" قبل 4 أيام بإنشاء لواء مشاة إضافي (أكبر من لواء مدرع من حيث عدد الجنود).
زيادة المهام وتقليل فترات الراحة
وفقًا للتقرير، يواجه جيش الإحتلال الإسرائيلي عبئًا تشغيليًا لم يشهده منذ حرب لبنان عام 2006, وتشير التقديرات إلى أن القوات النظامية ستتحمل عبئاً كبيراً في السنوات القادمة بسبب زيادة المهام وتقليل فترات الراحة. فالجنود الآن يُمنحون في أحسن الأحوال إجازة لمدة 3-4 أيام بعد 17 يومًا متواصلًا من الخدمة, بدلاً من إجازة قصيرة كل 14 يوم كما في السأابق, وبذلك لن يتمكنوا من رؤيـة أسرهم إلا مرة كل أسبوعين إلى مرة في الشهر.
تجنيد جنود سابقين بين 40 و60 عاما
فيما أوضح التقرير أن جيش الإحتلال الإسرائيلي سيلجأ إلى المقاتلين السابقين الأكبر سناً، لإستخدامهم في إنشاء ألوية احتياطية جديدة تعتمد على جنود تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما، وهذا سيعتمد على حالتهم الصحية، وغيرها من القيود".
ضغوط على الجنود والعائلات
وينقل "زيتون" عن قادة بالجيش االإسرائيلي قولهم "متوترون بسكل جنوني، كل جندي وضابط في الجيش يشعر بذلك التوتر في عقله وجسده".
ويشير التقرير أن الحرب لم تؤثر على أدائهم العسكري فقط، بل أيضًا على حياتهم الشخصية وعائلاتهم، فمع تقليل فترات الإجازة وزيادة المهام، أصبحوا يعانون من ضغوط نفسية وجسدية. كما أن العائلات أصبحت الآن تواجه صعوبات في التواصل معهم.
جبهات متعددة
وأوضح المراسل العسكري، أن من أكبر التحديات الجديدة على الجيش هي الجبهة الساخنة الآن في الضفة الغربية وعلى حدود غور الأردن، حيث يعمل الجيش بالإضافة لمواجهة المقاومين هناك على إحباط تهريب الأسلحة من الأردن.
إجتياح بري لقطاع غزة
أما التحدي الأكبر لجيش الإحتلال، فهو الخطة الهجومية الجديدة التي صاغها قادة الجيش الإسرائيلي لإجتياح بري لقطاع غزة وإحتلال أراضيه من جديد والبقاء فيها، وذلك كبديل لأسلوب الغارات المتكررة، والتي أثارت انتقادات لفعاليتها، خاصة من عناصر اليمين الإسرائيلي.