هل تكون سوريا جزءًا من تسوية غير معلنة بين واشنطن وموسكو؟ (خاص)

الاحد 09 مارس 2025 | 03:49 مساءً
روسيا وأمريكا
روسيا وأمريكا
كتب : محمد عبدالحليم:

صرّح الباحث والمحلل السياسي الكندي يوسف صداقي بأن رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسياسة الخارجية قائمة على الصفقات التجارية، مما يثير تساؤلات حول ما قدّمه فلاديمير بوتين مقابل اعتراف ترامب بالمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.

الحوافز المحتملة قد تشمل تسهيلات اقتصادية

وأشار صداقي، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن الحوافز المحتملة قد تشمل تسهيلات اقتصادية، مثل منح الشركات الأمريكية إمكانية الوصول إلى موارد أوكرانيا الغنية بالمعادن النادرة، أو وعودًا باستثمارات أمريكية في السوق الروسية بعد تخفيف العقوبات. كما أن تقديم ترامب لـ"اتفاق سلام سريع" قد يمنحه ميزة انتخابية تعزز موقفه السياسي داخليًا.

يرى صداقي أن سوريا قد تكون جزءًا من تسوية غير معلنة، حيث يمكن لترامب تقليص الدور الأمريكي هناك مقابل تعاون روسي في أوكرانيا، إذ إن انسحاب واشنطن من سوريا قد يسمح لموسكو بتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط دون مواجهة أمريكية مباشرة.

يطرح صداقي احتمال استخدام الأصول الروسية المجمدة كجزء من صفقة إعادة إعمار أوكرانيا، بشرط أن توافق موسكو على إنهاء الحرب وفقًا لشروط أمريكية-أوروبية، مما قد يساعد ترامب في تقديم تسوية ذات طابع اقتصادي مربح، بينما تستعيد روسيا بعض أصولها المجمدة بطرق غير مباشرة.

وفقًا لصداقي، فإن النمط التجاري الذي يتبعه ترامب قد يدفعه إلى إشراك شركاته أو شركات أمريكية كبرى في إعادة إعمار أوكرانيا، مما يجعلها فرصة اقتصادية مربحة عبر مشاريع تطوير البنية التحتية.

يرى صداقي أن ترامب لا يخشى روسيا، لكنه يسعى إلى تحقيق "صفقة مربحة" للولايات المتحدة، حيث تشير مواقفه السابقة تجاه الناتو والاتحاد الأوروبي، وانتقاداته لاعتماد الأوروبيين على الحماية الأمريكية، إلى أنه قد يضغط على القوى الأوروبية لقبول تسوية تصب في مصلحة موسكو جزئيًا، لتقليل الالتزامات الأمريكية تجاه القارة.

يُفسر صداقي تحيز ترامب لروسيا بعدة عوامل، منها: رغبته في إنهاء الصراع سريعًا وتحقيق "انتصار دبلوماسي"، ونظرته للسياسة الدولية كمجال للصفقات التجارية، مما يدفعه للحصول على فوائد اقتصادية، وانتقاده المستمر لأوكرانيا وزيلينسكي، واعتباره أن الحرب تخدم المصالح الأوكرانية أكثر من الأمريكية، وعلاقته الشخصية ببوتين، الذي عامله بـ"احترام كبير" كما صرّح في أكثر من مناسبة.

يرى يوسف صداقي أن أي صفقة أمريكية-روسية قد تترك تأثيرًا كبيرًا على الشرق الأوسط، فقد يؤدي انسحاب أمريكي إلى تعزيز النفوذ الروسي، مما قد يفيد دمشق، لكنه يزيد الضغوط على المعارضة المدعومة من واشنطن، وقد تعيد القاهرة تقييم علاقاتها مع موسكو وواشنطن، خاصة إذا زادت القوة الروسية في المنطقة، وقد تضطر الرياض إلى إعادة ترتيب تحالفاتها إذا خففت واشنطن من الضغط على إيران، ما قد يؤثر على التوازن الإقليمي.

وعن تداعيات التسوية على أوروبا، يرى صداقي أن رفع العقوبات عن روسيا قد يؤدي إلى إعادة تشكيل العلاقات التجارية، خاصة في قطاع الطاقة، وقد يدفع ذلك أوروبا إلى تعزيز استقلاليتها عن واشنطن، مما قد يؤدي إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتطوير سياسات أكثر استقلالية.

اقرأ أيضا