في خطوة تعكس تسارع التحركات الإقليمية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، تستضيف العاصمة الأردنية عمّان غدًا الأحد اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى، يضم وزراء خارجية ودفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات في العراق، سوريا، الأردن، وتركيا، وذلك لمناقشة سبل التعاون الأمني والتطورات الإقليمية.
تنسيق أمني لمواجهة التهديدات المشتركة
بحسب مصادر دبلوماسية رفيعة نقلتها وكالة رويترز، فإن الاجتماع سيبحث مكافحة الإرهاب، الجريمة المنظمة، وتأمين الحدود المشتركة، في ظل تصاعد التهديدات من الجماعات المسلحة التي تنشط في المناطق الحدودية بين هذه الدول. وأشارت المصادر إلى أن الوضع الراهن يتطلب تحركات عاجلة لضبط الأمن ومنع تسلل العناصر الإرهابية، خاصة في المناطق الحدودية الرخوة أو داخل المدن.
تحالف استراتيجي قيد التشكل
يأتي هذا الاجتماع ليؤكد ما انفردت به وكالة شفق نيوز في 27 فبراير الماضي، بشأن قرب الإعلان عن تحالف رباعي استراتيجي بين العراق وتركيا وسوريا والأردن.
وأوضحت المصادر أن الهدف الأساسي من هذا التحالف هو تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي لضمان استقرار المنطقة، لكن هناك تحديات أمام تحقيق توافق كامل بين الدول المعنية.
خلافات حول إدارة التحالف
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن تركيا تسعى للعب دور قيادي داخل التحالف بما ينسجم مع رؤيتها التوسعية في المنطقة، إلا أن العراق رفض ذلك، مطالبًا بأن تكون إدارة التحالف تشاركية، بحيث يُراعى فيها الثقل السياسي والاقتصادي لكل دولة. وأكدت المصادر أن هذا التحالف لا يقتصر على الملفات الأمنية فقط، بل يمتد ليشمل التعاون في مجالات متعددة، ما يستوجب توازنًا في آليات صنع القرار بين الدول الأعضاء.
مهام الدول الأعضاء داخل التحالف
سوريا: سيكون لها دور كبير في تفكيك الجماعات الإرهابية داخل أراضيها، رغم أن بعض الفصائل المسلحة لا تزال تندمج داخل الإدارة المرحلية في دمشق.
الأردن: من المتوقع أن يلعب دورًا وسيطًا داخل التحالف، لمنع حدوث أي خلافات بين الدول الأعضاء، إلى جانب تقديم ضمانات للمجتمع الدولي بشأن أهداف هذا التحالف.
العراق: تولت جهات أمنية عراقية، تشمل وزارات الخارجية والدفاع والداخلية، وأجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، إعداد الملفات والخطط الرئيسية التي سيتم تنفيذها لضبط الأمن في المنطقة.
إعلان التحالف رسميًا بعد القمة العربية في بغداد
أشارت المصادر إلى أنه من المتوقع الإعلان الرسمي عن التحالف الرباعي بعد انتهاء أعمال القمة العربية المقرر عقدها في بغداد خلال شهر مايو المقبل.
وفي حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، أكد اللواء سمير فرج أن الاجتماع الأمني المرتقب بين الأردن، سوريا، العراق، وتركيا يهدف بشكل أساسي إلى معالجة القضايا العالقة بين هذه الدول، وليس بالضرورة تشكيل تحالف إقليمي جديد.
مشكلة الأكراد وتأمين الحدود على رأس الأولويات
لفت اللواء فرج إلى أن الملفات التي سيتم مناقشتها خلال الاجتماع تتعلق بشكل أساسي بـ القضايا الأمنية، وتأمين الحدود المشتركة، والتعامل مع الجماعات المسلحة، مشيرًا إلى أن ملف الأكراد يُعد من أبرز النقاط الخلافية بين الدول الأربع.
التعاون لا يعني تحالفًا جديدًا
أوضح اللواء فرج أن هذا الاجتماع لا يمكن وصفه بأنه خطوة نحو تحالف إقليمي، بل هو لقاء لحل المشاكل الأمنية بين هذه الدول، خاصة فيما يتعلق بتأمين الحدود ومكافحة الجماعات المسلحة.
وأضاف أن التعاون بين هذه الدول يأتي بدافع الضرورة الأمنية، وليس بهدف تشكيل كيان سياسي أو عسكري جديد.
التحديات الأمنية تحتم التنسيق المشترك
شدد اللواء فرج على أن التنسيق الأمني بين الدول الأربع أصبح أمرًا لا مفر منه بسبب التحديات الأمنية المتزايدة، وتنامي نشاط الجماعات المسلحة في المناطق الحدودية.
وأشار إلى أن الاجتماع سيبحث أيضًا تنظيم عمليات التدريب والتعاون العسكري بين الأطراف المعنية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة وجود توجه نحو تحالف استراتيجي طويل الأمد.