السفير مسعود معلوف: هل يستطيع الاتحاد الأوروبي لعب دور الوسيط النزيه في حرب غزة؟ (خاص)

السبت 08 مارس 2025 | 09:21 مساءً
السفير مسعود معلوف بواشنطن
السفير مسعود معلوف بواشنطن
كتب : بسمة هاني

في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، قال السفير مسعود معلوف بواشنطن إن تقييم دور الاتحاد الأوروبي في تهدئة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يتطلب فهمًا عميقًا لموقفه وعلاقاته مع الأطراف المتنازعة.

العلاقات الأوروبية مع أطراف النزاع

لفت السفير معلوف إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر حماس منظمة إرهابية، وهو ما يمنع وجود قناة اتصال مباشرة معها.

وأشار إلى أن معظم دول الاتحاد، باستثناء إيرلندا وإلى حد ما إسبانيا، تتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، مما يثير التساؤلات حول مدى قدرتها على لعب دور الوسيط النزيه.

وأوضح أن هذا لا يعني استحالة الأمر، حيث أن عددًا من الدول الأوروبية انتقدت إسرائيل بشدة بسبب المجازر وعمليات التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب تنديدهم بالحصار المفروض على غزة والضفة الغربية.

شروط نجاح الوساطة الأوروبية

أكد السفير معلوف أن قدرة الاتحاد الأوروبي على لعب دور مؤثر تتوقف على شرطين أساسيين:

توحيد موقف الدول الأوروبية

شدد على ضرورة وجود رؤية أوروبية موحدة تجاه الحرب، بما يسمح لها بممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية.

التنسيق مع الدول العربية

أشار إلى أن دولًا مثل قطر، السعودية، مصر، والإمارات تمتلك علاقات قوية مع أوروبا، ويمكنها المساهمة في إقناع حماس بإبداء مرونة أكبر في المفاوضات.

مستقبل قطاع غزة وحركة حماس

لفت السفير معلوف إلى أن هناك توجهًا داخل بعض الدول العربية لإنهاء سيطرة حماس على غزة، معتبرًا أن هذا قد يكون في مصلحة الفلسطينيين ككل، إذا ما أدى إلى توحيد السلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات جديدة.

وأضاف أن بعض السيناريوهات المطروحة تشمل نقل إدارة غزة إلى قوة دولية لفترة انتقالية قبل تنظيم انتخابات تشارك فيها كافة القوى السياسية الفلسطينية.

التأثير الأمريكي والعلاقة المتوترة مع أوروبا

أوضح السفير معلوف أن موقف الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب يلعب دورًا حاسمًا في أي جهود وساطة، مؤكدًا أن ترامب منح إسرائيل دعمًا غير محدود، ووجه تحذيرات شديدة لحماس بضرورة إطلاق سراح الرهائن فورًا.

وأشار إلى أن العلاقات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي تشهد توترًا بسبب الموقف من أوكرانيا وروسيا، حيث يوجد جفاء واضح بين الطرفين، مما يعقد إمكانية تنسيق المواقف بشأن حرب غزة.

هل يمكن للاتحاد الأوروبي إنجاح الوساطة؟

شدد السفير معلوف على أن نجاح الاتحاد الأوروبي في لعب دور الوسيط يعتمد على المرونة في سياساته الخارجية، موضحًا أنه إذا خفض الاتحاد الأوروبي من تأييده لأوكرانيا، أو قلل من عدائه لروسيا، فقد يكون بإمكانه التقرب أكثر من إدارة ترامب، مما قد يفتح الباب أمام موقف أمريكي أكثر توازنًا تجاه النزاع في غزة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الأمر ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة، وتنسيقًا دقيقًا بين كافة الأطراف المعنية.

اقرأ أيضا