صدام ترامب وزيلينسكي.. هل بوتين المستفيد الأكبر؟

الاحد 02 مارس 2025 | 07:52 مساءً
احتجاجات لدعم اوكرانيا
احتجاجات لدعم اوكرانيا
كتب : بسنت شعراوي

شهدت الساحة السياسية خلال الأيام الماضية سجالًا حادًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذا الصدام، الذي جرى في المكتب البيضاوي، أثار اهتمام القادة الأوروبيين، وجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستفيد الأبرز من هذا التوتر، وفقًا لما صرح به رئيس فنلندا، ألكس ستوب.

بوتين الفائز الأكبر في المواجهة الأمريكية الأوكرانية

ووفقًا لما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية، تحدث ستوب قبل مشاركته في اجتماع رفيع المستوى داخل قاعة لانكستر هاوس في لندن، إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن تداعيات المواجهة الأخيرة بين ترامب وزيلينسكي، مشيرًا إلى أن بوتين خرج كالرابح الوحيد من هذا النزاع، وأوضح ستوب أن المناقشات التي أجراها خلال الـ 72 ساعة الماضية أكدت ضرورة إعادة ضبط العلاقات الدبلوماسية، والعودة إلى طاولة المفاوضات للحفاظ على الاستقرار العالمي.

كما أشار ستوب إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يشهد تغيرات ملحوظة تحت إدارة ترامب، حيث تتخذ الولايات المتحدة نهجًا أكثر حزمًا، ومع ذلك، شدد على أن التحالف لا يزال قويًا وقادرًا على المواجهة، مضيفًا أنه لم يسمع أي إشارات تفيد بأن واشنطن تنوي التخلي عن التزاماتها الدفاعية في إطار المادة الخامسة من ميثاق الناتو.

القيادة الأوروبية تتحرك لمواجهة التحديات

بالإضافة إلى ذلك، أشاد ستوب بجهود رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدًا أن قيادتهما تلعب دورًا محوريًا في صياغة استراتيجية أوروبية جديدة لمواجهة الأزمة الأوكرانية، وأضاف أن أوروبا بحاجة إلى طرح مبادرات دبلوماسية جادة لضمان إحلال السلام ومنع تصاعد الصراع.

من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أهمية تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية بشكل عاجل، مشددة على ضرورة منح أوكرانيا "ضمانات أمنية شاملة"، تعزز موقفها في المواجهة مع روسيا، وأعلنت أن المفوضية ستطرح خطة لإعادة تسليح أوروبا خلال المجلس الأوروبي القادم، المقرر عقده في السادس من مارس.

تصاعد الدعوات لتعزيز الدفاعات الأوروبية

من جانبها، صرحت فون دير لاين أن القارة العجوز بحاجة إلى مضاعفة استثماراتها الدفاعية لمواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة، كما أكدت أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعدًا لكافة السيناريوهات المحتملة، مما يستدعي زيادة الإنفاق العسكري على مدى طويل.

وتابعت فون دير لاين، قائلة: "إن أوروبا بحاجة إلى تحويل أوكرانيا إلى "قنفذ فولاذي" يصعب اختراقه من قبل أي قوة غازية محتملة، والمثير في الأمر أن هذه العبارة سبق أن استخدمها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، مما يعكس إجماعًا أوروبيًا على ضرورة تعزيز دفاعات أوكرانيا كخطوة استراتيجية في مواجهة موسكو".

هل تنجح الدبلوماسية أم يتصاعد الصراع؟

يظل بوتين، الرابح الأكبر في ظل هذه التوترات السياسية حتى اللحظة، فيما تسابق أوروبا الزمن لإعادة ترتيب أوراقها في مواجهة التحديات الراهنة.

اقرأ أيضا