عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي: هل سياسات ترامب تدفع أوروبا للبحث عن حلفاء جدد؟ (خاص)

الخميس 27 فبراير 2025 | 07:29 مساءً
الدكتور مهدي عفيفي
الدكتور مهدي عفيفي
كتب : بسمة هاني

صرح الدكتور مهدي عفيفي، عضو مجلس الحزب الديمقراطي الأمريكي، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، بأن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة أثارت موجة من الاعتراضات الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بالملف الأوكراني والرسوم الجمركية والإنفاق العسكري داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الموقف الأوروبي من سياسات ترامب بشأن أوكرانيا

ولفت عفيفي إلى أن سياسة ترامب تجاه الأزمة الأوكرانية كانت أحد أبرز أسباب التوتر بين واشنطن والدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن كلًّا من بريطانيا وفرنسا عبّرتا عن رفضهما لطريقة تعامل ترامب مع الملف الأوكراني، خاصة فيما يتعلق بموقفه المتساهل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح أن القادة الأوروبيين يعتبرون أمن أوكرانيا جزءًا من أمن أوروبا، ويرفضون منح موسكو أي امتيازات دون ضمانات واضحة.

الحرب التجارية بين واشنطن وأوروبا

وشدد عفيفي على أن قرار ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الأوروبية زاد من التوتر، حيث أعلن الرئيس الأمريكي عزمه على تطبيق رسوم مماثلة لتلك التي تفرضها الدول الأوروبية على المنتجات الأمريكية.

وأشار إلى أن هذه الخطوة أثارت قلق العواصم الأوروبية، التي تخشى اندلاع حرب تجارية بين الجانبين قد تؤثر على العلاقات الاقتصادية طويلة الأمد.

الضغط الأمريكي لرفع الإنفاق العسكري في الناتو

وأكد عفيفي أن ملف الإنفاق الدفاعي داخل حلف الناتو كان أيضًا أحد نقاط الخلاف الكبرى، حيث مارس ترامب ضغوطًا كبيرة على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها العسكري. وأوضح أن هذا الضغط بدأ بالفعل يؤتي ثماره، إذ أعلنت بريطانيا عن رفع إنفاقها العسكري إلى 2.5% من ناتجها القومي، بينما تستعد ألمانيا وفرنسا لاتخاذ خطوات مماثلة.

وأضاف أن هذا التحول جاء كرد فعل مباشر على مواقف ترامب، الذي يرى أن الولايات المتحدة تحملت أعباء الدفاع عن أوروبا لسنوات دون مساهمة كافية من حلفائها.

انعكاسات القرارات على مستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية

وأشار عفيفي إلى أن هذه الخلافات المتزايدة بين واشنطن وأوروبا قد تؤدي إلى إعادة تشكيل طبيعة العلاقات بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أن الدول الأوروبية تسعى للحفاظ على استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي، مما قد يدفعها نحو مزيد من التقارب مع قوى دولية أخرى، مثل الصين، لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.

هل نحن أمام مرحلة جديدة في العلاقات عبر الأطلسي؟

واختتم عفيفي حديثه بالتأكيد على أن السياسات التي يتبعها ترامب قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في المشهد الجيوسياسي العالمي.

وأضاف أن استمرار هذه التوترات قد يدفع أوروبا إلى اتخاذ خطوات غير مسبوقة في تاريخ تحالفها مع الولايات المتحدة، مما يجعل السنوات القادمة حاسمة في تحديد مستقبل العلاقات بين الطرفين.

اقرأ أيضا