اليونيسيف: العنف الجنسي ضد الأطفال في شرق الكونغو يصل إلى مستويات غير مسبوقة

الثلاثاء 18 فبراير 2025 | 06:02 مساءً
كتب : بسنت شعراوي

تواجه العديد من الأسر تحديات مريرة تتجسد في ارتفاع معدلات العنف الجنسي ضد الأطفال، وسط تصاعد النزاع في منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تحذيرات خطيرة بشأن الوضع الحالي، حيث كشفت عن تزايد غير مسبوق في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو، مما يعكس تهديدًا جادًا للمستقبل الآمن للأطفال في هذه المنطقة.

العنف الجنسي في ذروته: أزمة غير مسبوقة

وفقًا لما نقله الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أعربت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف، عن قلقها العميق إزاء الوضع المتدهور في المنطقة، في بيان رسمي صادر يوم الخميس، أكدت أن العنف الجنسي ضد الأطفال في شرق الكونغو الديمقراطية قد وصل إلى مستويات لم يشهدها العالم في السنوات الأخيرة.

 وتشير التقارير إلى تصاعد مروع في حالات الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، حيث أفادت اليونيسيف بأن عدد الحالات التي تمت معالجتها في 42 مرفقًا صحيًا ارتفع بمقدار خمسة أضعاف في أسبوع واحد، وكانت 30% من الضحايا أطفالاً.

كما أوضحت راسل أن الأرقام المعلنة قد تكون أقل بكثير من العدد الفعلي للحالات، إذ يعاني العديد من الضحايا من خوف عميق يمنعهم من التبليغ عن الاعتداءات التي تعرضوا لها.

آثار النزاع على الأطفال: مئات الأطفال بلا عائلات

تتسع التحديات التي يواجهها الأطفال بالكونغو، لتشمل انفصال الآلاف منهم عن عائلاتهم بسبب النزوح المستمر في المنطقة، تم التعرف على أكثر من 1100 طفل غير مصحوبين بذويهم في شمال وجنوب كيفو، في الأسبوعين الماضيين، وذلك وسط استمرار ارتفاع الأعداد بشكل مقلق، وتتعرض هذه الفئة الضعيفة لمخاطر متزايدة مثل العنف الجنسي والاختطاف والتجنيد في الجماعات المسلحة.

اليونيسيف: "نحن بحاجة إلى استجابة عاجلة"

أكدت اليونيسيف أنها تعمل بشكل عاجل على توفير الحماية للأطفال غير المصحوبين من خلال تسجيلهم في قاعدة بيانات خاصة وتوفير أسر حاضنة مؤقتة لهم، كما تواصل المنظمة تقديم الرعاية الطبية والنفسية اللازمة للأطفال الضحايا، خاصة في حالات العنف الجنسي.

وأضافت راسل أن اليونيسيف تواصل دعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع العسكري في المنطقة، داعية الأطراف المتنازعة إلى ضمان وصول العاملين في المجال الإنساني إلى الأطفال والأسر المتضررة، وتحقيق حماية فعالة للمدنيين، مع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

دعوة لإنهاء العنف وضمان السلام المستدام

جددت اليونيسيف دعوتها إلى المجتمع الدولي بضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء التصعيد العسكري، والسعي نحو حل سياسي دائم يعيد السلام إلى شرق الكونغو الديمقراطية، من أجل منح الأطفال في هذه المنطقة الفرصة للنمو في بيئة آمنة ومستقرة، بعيدًا عن الصراعات والعنف المستمر.

الأزمة تتطلب تحركًا فوريًا

يعد ما تشهده جمهورية الكونغو الديمقراطية من تصعيد في أعمال العنف ضد الأطفال يهدد جيلًا كاملًا بمستقبل مجهول، على الرغم من الجهود المبذولة من قبل اليونيسيف والشركاء المحليين، يبقى الوضع بحاجة إلى استجابة سريعة ومؤثرة من جميع الأطراف الدولية لضمان حماية الأطفال وضمان مستقبلهم في بيئة يسودها السلام والأمان.

أرشيفية

اقرأ أيضا