قال الدكتور سمير أيوب، الباحث والمتخصص في الشؤون الروسية، إن أي لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يجب أن يُعقد في دولة محايدة، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تصعيدًا خطيرًا خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، ووصلت إلى حد المواجهة.
السعودية كوسيط محتمل
وأكد "أيوب" في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، أن الدول الأوروبية التي كانت تُستخدم سابقًا كوسيط لعقد مثل هذه اللقاءات لم تعد خيارًا مناسبًا، نظرًا لمواقفها المعادية لروسيا، لافتا إلى أن اختيار المملكة العربية السعودية كدولة مضيفة سيمنح القمة زخمًا كبيرًا، خاصة أن الرياض تلعب دورًا بارزًا في قضايا الشرق الأوسط والعالم.
وأشار إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية، خاصة خلال عهد ترامب، كانت قوية، كما شهدت العلاقات بين موسكو والرياض تطورًا إيجابيًا في عهد بوتين، موضحا أن هذه الثقة المتبادلة بين المملكة وواشنطن من جهة، وبين المملكة وروسيا من جهة أخرى، تجعل السعودية خيارًا آمنًا ومناسبًا لعقد مثل هذا اللقاء.
أهمية الدور السعودي في حل النزاعات الدولية
ولفت "أيوب" إلى أن السعودية تتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف الدولية، بما في ذلك الصين، وأوكرانيا، ومختلف الدول المؤثرة في الشرق الأوسط، مثل مصر والجزائر، وشدد على أن هذه العلاقات تمنح الرياض ثقلاً دبلوماسيًا يمكنها من لعب دور الوسيط بين موسكو وواشنطن.
انعكاسات محتملة للقمة على القضايا الدولية
وأشار إلى أن عقد القمة في السعودية سيعطيها أهمية كبرى، وسيساعد على بناء الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا، متابعا: "في حال الاتفاق على هذه القمة، فذلك يعني أن هناك تواصلاً بين الطرفين حول الملفات العالقة، وهو ما قد يؤدي إلى حل الأزمة الأوكرانية وتقريب وجهات النظر بين البلدين".
وشدد على أن نقاط الالتقاء بين روسيا والولايات المتحدة أصبحت أكثر من نقاط الخلاف، مما قد يمهد الطريق ليس فقط لإنهاء النزاع في أوكرانيا، بل أيضًا لإحياء الاتفاقيات السابقة بين البلدين، مثل معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، أو حتى التوصل إلى اتفاقيات جديدة لتعزيز الأمن العالمي.
تخفيف العقوبات وعودة الدور الروسي عالميًا
وأكد "أيوب"، أن تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن قد يساهم في رفع العقوبات المفروضة على روسيا، مما سيتيح لها استعادة دورها الريادي على الساحة الدولية.
وأوضح أن محاولات الغرب لعزل روسيا باءت بالفشل، حيث تمكنت موسكو من بناء شبكة علاقات قوية مع الشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.
ترامب وملف المواجهة مع الصين
وأشار إلى أن تحسن العلاقات بين روسيا وأمريكا قد يمنح ترامب فرصة لمواجهة الصين بشكل أكثر فاعلية، موضحا أن ترامب يسعى إلى تحييد روسيا وعدم الدخول في مواجهة معها، حتى يتمكن من التركيز على التحدي الصيني.
حذر روسي من أي لقاء محتمل
وشدد "أيوب" على أن موسكو ستكون أكثر حذرًا في التعامل مع إدارة ترامب، رغم الانفتاح المحتمل على الحوار، مؤكدًا أن روسيا لن تتسرع في اتخاذ قرارات دون ضمان تحقيق مكاسب استراتيجية ملموسة من أي لقاء مع الرئيس الأمريكي.