تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة بسبب الارتفاع القياسي لأسعار البيض بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، وتزايد المخاوف من تحول الفيروس إلى تهديد صحي للبشر.
وأدت التخفيضات في الإنفاق الحكومي وتقييد الاتصالات بين الوكالات الفيدرالية والصحة العامة إلى إعاقة الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الفيروس، بينما لم تقدم الإدارة حتى الآن استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمة.
تباطؤ في الاتصالات
توقف تدفق المعلومات المنتظمة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى مسؤولي الصحة العامة المحليين لعدة أسابيع، وذلك بعد أن قامت إدارة ترامب بتجميد معظم الاتصالات الخارجية للوكالة.
وعلى الرغم من استئناف بعض هذه الاتصالات مؤخرًا، إلا أن التخفيضات الكبيرة في التمويل الحكومي وفرض قيود جديدة على منح المعاهد الوطنية للصحة (NIH) تسببت في حالة من عدم اليقين بين الباحثين ومسؤولي الصحة المحليين.
أدريان كاسالوتي، رئيس الشؤون الحكومية والعامة في الرابطة الوطنية لمسؤولي الصحة في المدن والمقاطعات، قال: "عندما تضيف هذا العنصر من عدم اليقين، فإنه يؤثر على قدرة أقسام الصحة على العمل، خاصة عندما يكون تمويلها بأكمله معرضًا للخطر. يصبح من الصعب القيام بالمزيد عندما لا تعتقد أنك ستحصل على الموارد أو أنها قد تُسحب من تحتك".
إدارة غير مكتملة واستراتيجية غائبة
إلى جانب التخفيضات في التمويل، لا تزال العديد من المناصب الرئيسية في إدارة ترامب، التي تعتبر حيوية للاستجابة لتهديدات الأوبئة، شاغرة.
كما تم تأكيد تعيين وزيري الصحة والزراعة فقط هذا الأسبوع، على الرغم من أن إنفلونزا الطيور كانت واحدة من أولويات وزيرة الزراعة بروك رولينز بعد تعيينها.
وقال ستيفن موريسون، مدير مركز السياسات الصحية العالمية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "هذا الوضع يصبح أكثر خطورة وإلحاحًا، والمجتمع العلمي يشعل صفارات الإنذار.. لكن هل يتم ترجمة ذلك إلى تحرك الحكومة بوتيرة أسرع أو بعزم مختلف؟ لا. بدلًا من ذلك، نحن في فترة انتقالية مربكة تفاقمت بسبب الاضطرابات في وظائف الحكومة وبطء تعيين الفريق الجديد".
تفشي الفيروس وتأثيره على الصناعة
تفشي إنفلونزا الطيور أدى إلى خسائر فادحة في قطعان الدواجن، مما تسبب في ارتفاع أسعار البيض إلى أكثر من الضعف.
كما أظهر الفيروس علامات على قدرته على التطور ليصيب أنواعًا مختلفة من الحيوانات، بما في ذلك سلالة جديدة تم اكتشافها هذا الشهر في أبقار الألبان.
وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات على انتقال الفيروس بين البشر، إلا أن 68 شخصًا في الولايات المتحدة أصيبوا بإنفلونزا الطيور وتوفي شخص واحد، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض.
مخاوف من تحول الفيروس إلى وباء بشري
يشعر الباحثون بالقلق من أن تكرار انتشار الفيروس يمنحه فرصًا أكثر لتطوير طفرات تمكنه من الانتشار بسهولة بين البشر.
وقالت إيرين سوريل، الباحثة البارزة في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: "إذا لم نتحرك الآن، فإننا نمنح الفيروس المزيد من الفرص للتكيف والتطور إلى شيء أكثر خطورة بين البشر. الآن هو وقت التحرك".
انتقادات للإدارة السابقة والحالية
انتقد الباحثون إدارة بايدن لعدم استجابتها بسرعة كافية لوقف انتشار الفيروس بين أبقار الألبان بعد اكتشافه لأول مرة في مارس الماضي.
ولم تطلق وزارة الزراعة برنامجًا وطنيًا لفحص الحليب إلا في ديسمبر، ولا تزال ثلاث من أكبر الولايات المنتجة للحليب غير مشاركة في هذا البرنامج.
من جهتها، قالت بروك رولينز، وزيرة الزراعة الجديدة، إنها ستعلن عن خطة لمعالجة أسعار البيض "في الأيام القادمة".
وأضافت: "نحن ننظر إلى كل السيناريوهات الممكنة لضمان أننا نقوم بكل ما في وسعنا بطريقة آمنة، مع ضمان حصول الأمريكيين على الغذاء الذي يحتاجونه".