محمود الأفندي: القمة الروسية-الأمريكية في الرياض أو أبوظبي تُمهد لصفقة كبرى

السبت 15 فبراير 2025 | 06:39 مساءً
الكتور محمود الافندي الباحث السياسي في روسيا
الكتور محمود الافندي الباحث السياسي في روسيا
كتب : بسمة هاني

قال الدكتور محمود الأفندي، الباحث السياسي في روسيا، إن اختيار السعودية لاستضافة القمة الروسية-الأمريكية لم يكن قرارًا منفردًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل جاء أيضًا ضمن اقتراحات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم ", إلى أن المفاوضات بشأن مكان اللقاء شملت خيارين رئيسيين: الإمارات العربية المتحدة أو السعودية، نظرًا للدور الإيجابي الذي لعبته الدولتان في الوساطة خلال الحرب الروسية-الأوكرانية.

ولفت الأفندي إلى أن السعودية والإمارات كانتا الوسيطين الرئيسيين في صفقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، ما عزز ثقة موسكو الكاملة بهما، في حين فقدت تركيا هذه الثقة بسبب موقفها من مجموعة "آزوف"، حيث سمحت بإطلاق سراحهم إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وهو ما أغضب روسيا بشدة.

وأوضح أن هذه العوامل جعلت الإمارات والسعودية الخيارين الأكثر قبولًا من الجانب الروسي لاستضافة اللقاء، خاصة بعد أن فقدت دول مثل سويسرا والنمسا حيادها في المشهد الدولي.

إعادة ترتيب الجغرافيا السياسية

وأكد الأفندي أن وجود قمة في الرياض أو أبوظبي سيكون له تأثير كبير على العلاقات الدولية وإعادة ترتيب الجغرافيا السياسية للعالم.

كما شدد على أن أمريكا لم يكن أمامها خيار سوى القبول بهذا الواقع الجديد، لا سيما بعد زيارة بوتين للسعودية والإمارات خلال الحرب، والتي شهدت حفاوة كبيرة من الطرفين، ما عزز ثقة روسيا في دورهما كوسطاء.

وأوضح أن عدم تطبيق العقوبات الغربية على البلدين ساهم في تعميق هذه الثقة، ما جعل اختيار الرياض أو أبوظبي قرارًا روسيًا بامتياز.

ما المتوقع من هذا اللقاء؟

أشار الأفندي إلى أن القمة الروسية-الأمريكية ستأخذ وقتًا للتحضير، لكنها ستفضي إلى "صفقة كبرى".

وأوضح أن الاجتماع الأول سيضع الأسس لهذه الصفقة، لكنه لن يكون الحاسم، حيث تسعى روسيا إلى إدراج قضايا دولية أخرى ضمن أي اتفاق مع الولايات المتحدة، مما يجعل المفاوضات أكثر تعقيدًا.

وتابع" الزعيم الصيني والزعيم الهندي سيكونان على الأرجح جزءً من هذا المشهد، مشيرًا إلى أن السعودية والإمارات ستلعبان دورًا رئيسيًا، خاصة أن الاتفاقية المنتظرة ستكون بين ترامب ومجموعة من القادة الداعمين للبريكس.

وشدد الأفندي على أن هذه القمة قد تكون بداية لمرحلة إعادة صياغة القوانين الدولية، على غرار ما حدث في عام 1945 عندما اجتمع قادة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي لوضع أسس الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وأوضح أن الهدف الرئيسي من اللقاء هو إعادة العلاقات الرسمية بين موسكو وواشنطن، والتمهيد لقمة أوسع تشمل قادة دوليين رئيسيين، بهدف وضع إطار جديد للنظام العالمي.

اقرأ أيضا