السفير مسعود معلوف: العلاقة بين حزب الله واليونيفيل متوترة منذ البداية (خاص)

السبت 15 فبراير 2025 | 05:26 مساءً
السفير مسعود معلوف بواشنطن
السفير مسعود معلوف بواشنطن
كتب : بسمة هاني

في ظل تصاعد الاعتداءات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، تعرض موكب تابع لليونيفيل لهجوم خطير أثناء توجهه إلى مطار بيروت، ما أسفر عن إصابة ضابطين، أحدهما نائب قائد القوة الأممية المنتهية ولايته، بعد أن أُضرمت النيران في إحدى المركبات.

هذا الحادث دفع السلطات اللبنانية إلى عقد اجتماع طارئ صباح اليوم السبت 15 فبراير لبحث تداعيات الاعتداء واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأدان الرئيس اللبناني جوزاف عون الهجوم بشدة، مؤكدًا أن الفاعلين لن يفلتوا من العقاب.

كما شدد رئيس الحكومة نواف سلام على ضرورة حماية قوات اليونيفيل، في حين تعهّد الجيش اللبناني بالتصدي لأي تهديد للسلم الأهلي وملاحقة المتورطين في الهجوم.

من جانبه، أصدر وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار توجيهاته للجهات المختصة لضبط الأمن وتحديد هوية المعتدين، مؤكداً رفض الحكومة اللبنانية لهذا الاعتداء الذي وصفه بأنه "جريمة بحق قوات حفظ السلام". كما قام الحجار بزيارة الضابطين المصابين في المستشفى، مشددًا على التزام الحكومة بحماية مهام اليونيفيل وضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات.

يأتي هذا التصعيد وسط توترات متزايدة في الجنوب اللبناني، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل مهام اليونيفيل في المنطقة، ومدى قدرة السلطات اللبنانية على ضبط الأوضاع ومنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد الاستقرار المحلي والإقليمي.

معلوف: العلاقة بين حزب الله واليونيفيل متوترة منذ البداية

وفي هذا السياق يوضح السفير مسعود معلوف بواشنطن لبلدنا اليوم

قال السفير مسعود معلوف في واشنطن إن العلاقة بين حزب الله وقوات اليونيفيل لم تكن جيدة منذ تأسيس الحزب عام 1982، بينما تعمل اليونيفيل في لبنان منذ 1978، مشيراً إلى أن مهمتها الأساسية هي حفظ السلام في الجنوب اللبناني ومنع العمليات العسكرية على الحدود مع إسرائيل.

وأوضح أن هذه المهمة لا تعني نجاحها الدائم، حيث يعتبر حزب الله أن وجودها يقيّده في تنفيذ عملياته ضد إسرائيل، مما يجعل العلاقة بين الطرفين متوترة باستمرار.

وأكد معلوف أن مطار بيروت يُعدّ منشأة حيوية تربط لبنان بالعالم الخارجي، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تستهدف المطار خلال عملياتها الأخيرة ضد حزب الله في الجنوب، رغم قصفها لمعظم الأراضي اللبنانية.

ولفت إلى أن ذلك يعود إلى رسالة أميركية واضحة مفادها أن إسرائيل ستدمر المطار بالكامل في حال استُخدم لاستقبال طائرات إيرانية محملة بالأموال والأسلحة.

وأوضح أن الجيش اللبناني تولى مسؤولية المطار، مما ساهم في استمرار تشغيله بشكل طبيعي حتى الآن.

وأضاف معلوف أن التوتر تصاعد مؤخراً عندما مُنعَت طائرتان إيرانيتان من الهبوط في بيروت، ما دفع مناصري حزب الله إلى قطع الطرق المؤدية إلى المطار، وإحراق شاحنات، وإغلاق الطرق بوسائل مختلفة.

وشدد على أن ذلك تزامن مع انتهاء مهمة أحد قادة اليونيفيل في لبنان، حيث كان من المفترض أن يغادر عبر المطار تحت حماية موكب تابع للقوات الأممية.

وقال عندما اقترب الموكب من مدخل المطار، حيث كان مناصرو حزب الله متجمّعين، وقع الاعتداء على القوات الأممية، ما أدى إلى إصابة المسؤول الأممي بجروح خطيرة ونقله إلى المستشفى، إضافة إلى إحراق إحدى سيارات اليونيفيل.

وأشار السفير معلوف إلى أن الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام نددا بهذا الاعتداء، مطالبين بإجراء تحقيقات فورية لمعاقبة المتورطين.

كما أكد أن السلطات الأمنية أوقفت حتى الآن 26 شخصاً على خلفية هذا الهجوم، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة المسؤولين الفعليين عنه.

وختم معلوف بالتأكيد على أن العلاقة المتوترة بين حزب الله واليونيفيل ليست جديدة، بل تمتد منذ البداية، وهو ما يجعل هذه الحوادث قابلة للتكرار في المستقبل.

اقرأ أيضا