خاص| خبير استراتيجي: تصريحات ترامب بشأن غزة تُهدّد الاستقرار الدولي

السبت 15 فبراير 2025 | 05:00 مساءً
الدكتور حسام الدين محمود
الدكتور حسام الدين محمود
كتب : بسنت شعراوي

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإقامة مشاريع استثمارية فيه جدلاً واسعًا على المستويين المحلي والدولي، وسط تطورات سياسية متسارعة، مما أدى إلى إشعال النار وزيادة التوتر بالمنطقة وهجوم دولي غير مسبوق .

لإلقاء الضوء على هذه التصريحات وتداعياتها، أجرى موقع "بلدنا اليوم" حوارًا خاصًا مع الدكتور حسام الدين محمود، رئيس مركز أفريقيا للتخطيط الاستراتيجي.

س: كيف تُقيم تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة؟

تصريحات الرئيس ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة وإقامة مشاريع استثمارية في القطاع تعد سابقة خطيرة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وتعكس هذه التصريحات توجهًا إمبرياليًا يسعى لفرض واقع جديد دون مراعاة للحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني، مما أدى إلى زيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة وتفاقم الأزمات الإنسانية.

س: ما هي التداعيات المحتملة لمثل هذه التصريحات على الصعيدين الإقليمي والدولي؟

تنفيذ مثل هذه السياسات قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة، وزيادة موجات العنف، وتفاقم أزمة اللاجئين، وواجهت الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، انتقادات حادة من المجتمع الدولي، وقد تتأثر علاقاتها مع حلفائها في المنطقة. كما أن هذه التصريحات قد تعزز من مواقف الجماعات المتطرفة وتزيد من تعقيد مساعي السلام.

س: كيف ترى ردود الفعل الداخلية في الولايات المتحدة تجاه هذه التصريحات؟

هناك رفض واسع داخل الولايات المتحدة لهذه التصريحات، ليس فقط من قبل المعارضين السياسيين، بل أيضًا من داخل الحزب الجمهوري نفسه، وأعربت العديد من الشخصيات البارزة عن قلقها من تأثير هذه السياسات على صورة الولايات المتحدة ومصالحها في العالم، هذا الرفض الداخلي دفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في مواقفها وتجنب اتخاذ خطوات قد تكون لها عواقب وخيمة.

س: ما هو الدور المطلوب من الدول العربية في مواجهة هذه التحديات؟

الدول العربية مطالبة بتوحيد صفوفها واتخاذ موقف حازم وواضح ضد هذه التصريحات والسياسات، ويجب تعزيز التعاون العربي المشترك والعمل على إيصال رسالة قوية للمجتمع الدولي تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لتهجيره أو الانتقاص من حقوقه، كما يجب دعم الجهود الدبلوماسية والإعلامية لفضح هذه المخططات والتصدي لها بكل الوسائل الممكنة.

س: كيف تقيم التحركات المصرية الأخيرة في هذا السياق؟

تلعب مصر، كعادتها، دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، الدعوة لعقد قمة عربية طارئة والتحركات الدبلوماسية المكثفة تعكس التزام القاهرة الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي لأي محاولات للمساس بها، هذه الجهود تعزز من الموقف العربي المشترك وتبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي حول خطورة هذه التصريحات وضرورة التحرك الفوري لوقفها.

س: في رأيك، ما هي الخطوات المستقبلية التي يجب اتخاذها لمواجهة هذه التحديات؟

يجب التركيز على عدة محاور أساسية:

1. نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في غزة إلى المجتمع الدولي، وتوضيح مخاطر هذه السياسات على السلام والاستقرار.

2. تعزيز التعاون بين الدول العربية لوضع استراتيجيات موحدة لمواجهة هذه التحديات.

3. اللجوء إلى المحافل الدولية لرفع قضايا ضد هذه السياسات والمطالبة بحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

4. دعم المبادرات الشعبية والسلمية التي تعبر عن رفض هذه السياسات وتؤكد على حق الفلسطينيين في أرضهم.

اختتم الدكتور حسام الدين حديثه قائلًا: "يجب على الجميع التحلي بالوعي والمسؤولية في مواجهة هذه التحديات، والعمل بشكل جماعي لحماية حقوق الشعب الفلسطيني وضمان مستقبل آمن ومستقر للمنطقة".

اقرأ أيضا