حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تدهور الأوضاع الإنسانية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يعاني مئات الآلاف من النازحين من صعوبة الوصول إلى المساعدات بسبب استمرار القتــال، والاضطراب الأمني.
قالت المتحدثة باسم المفوضية، يوجين بيون، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن استمرار أعمال العنــف في شمال وجنوب كيفو يدفع السكان للفرار إلى مناطق يصعب على فرق الإغاثة الوصول إليها، موضحة أن أكثر من نصف منظمات الإغاثة في جنوب كيفو لم تتمكن من تقديم الدعم اللازم لضحايا العنــف الجنــسي بسبب انعدام الأمن والنزوح المستمر.
انهيار النظام الصحي يهدد بانتشار الأوبئة
بالإضافة إلى ذلك، أكدت بيون أن تدمير المستشفيات والمشارح، إلى جانب الاكتظاظ الحاد، يفاقم من خطر انتشار الكوليرا والملاريا والحصبة، مما يزيد من معاناة النازحين، وذلك وفقًا لتقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة عبر الموقع الرسمي الخاص بالمنظمة.
تدمير المخيمات يترك آلاف النازحين بلا مأوى
كما تعرضت أكثر من 70 ألف وحدة سكنية مؤقتة للتدمير جراء القصف المدفعي والنهب في غوما ومينوفا، مما أجبر 350 ألف شخص على العيش في العراء وسط أوضاع إنسانية صعبة.
قطع الطرق وتعطل المطارات يعطل جهود الإغاثة
ويواجه عمال الإغاثة تحديات كبيرة في إيصال المساعدات بسبب تدمير الطرق الرئيسية بين غوما وبوكافو، حيث أكدت الأمم المتحدة أن الطريق الرابط بين غوما، عاصمة شمال كيفو، وبوكافو، عاصمة جنوب كيفو، مقطوع بالكامل، إضافة إلى توقف عمل مطار غوما، مما يهدد بإمدادات الغذاء والدواء، ويعطل عمليات الإغاثة الجوية.
تفشي جدري القردة يهدد ملايين الأشخاص
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن انتشار جدري القردة في المنطقة يزداد سوءً مؤكدة أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تعد بؤرة لهذا الوباء.
وأوضح المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندماير، أن تفشي المرض تفاقم بعد فرار 128 من بين 143 مريضًا كانوا في العزل بغوما،مما يعزز احتمالية تفشي المرض بشكل أكبر.
وأشار أنه يهدد تصاعد الاشتباكات واقتراب المتمردين من بوكافو، إيصال المساعدات الطبية والغذائية، وشريان الإمداد الرئيسي في الإقليم، مما يشكل تحديات كبيرة للمنظمات الدولية، وتحذر الأمم المتحدة من أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة الملايين في شرق الكونغو الديمقراطية مع استمرار العنف.