رامي زهدي: جنوب إفريقيا تتحدى ترامب وتتمسك بملاحقة إسرائيل (خاص)

الخميس 13 فبراير 2025 | 05:44 مساءً
الدكتور رامي زهدي
الدكتور رامي زهدي
كتب : بسمة هاني

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا تصعيدًا جديدًا، بعد قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطع المساعدات عن بريتوريا، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، خاصة في ظل موقف جنوب إفريقيا من الحرب على غزة.

يأتي هذا التوتر ضمن سلسلة من الخلافات السياسية والاقتصادية التي تعكس تباين المواقف بين البلدين في عدد من القضايا الدولية.

ومن جهة اخري أكد وزير خارجية جنوب إفريقيا، رونالد لامولا، أن قرار ترامب لن يثني بلاده عن الاستمرار في الدعوى التي رفعتها ضد إسرائيل بسبب حربها على غزة، مشددًا على التزام بريتوريا بموقفها القانوني والأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية.

وكانت إدارة ترامب قد قررت في وقت سابق من هذا الشهر تجميد المساعدات الخارجية لجنوب إفريقيا، مبررة ذلك بقانون جديد يسمح بمصادرة الأراضي في بعض الحالات "للمصلحة العامة".

كما اتهم ترامب حكومة بريتوريا بانتهاج سياسات وصفها بأنها "غير عادلة وغير أخلاقية"، مشيرًا إلى ما اعتبره معاملة سيئة "لشريحة معينة من مواطنيها"، إلى جانب اتخاذها "مواقف عدوانية" تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، لا سيما بسبب الدعوى ضد إسرائيل، وتعزيز علاقاتها مع إيران، بما في ذلك التعاون في المجال .

رامي زهدي: جنوب إفريقيا تتحدى ترامب وتتمسك بملاحقة إسرائيل 

ومن هذا المنطلق يتحدث نائب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات والمتخصص بالشؤون الإفريقية لبلدنا اليوم 

قال الدكتور رامي زهدي، نائب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات والمتخصص في الشؤون الإفريقية، إن العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا تشهد توترًا متزايدًا بعد قرار واشنطن وقف بعض المساعدات المقدمة إلى بريتوريا، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد دفع جنوب إفريقيا إلى اتخاذ خطوة مضادة بوقف تصدير بعض المعادن الحيوية التي تعتمد عليها الصناعات الأمريكية.

وأوضح أن هذا التوتر يعود إلى عدة أسباب، أبرزها التقارب المتزايد بين جنوب إفريقيا وكل من روسيا والصين، حيث اتخذت بريتوريا مواقف تتعارض مع التوجهات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، إذ امتنعت عن إدانة موسكو بوضوح وشاركت في مناورات عسكرية معها ومع بكين، مما أثار استياء واشنطن.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة وجهت اتهامات لجنوب إفريقيا بدعم موسكو، سواء من خلال تصدير أسلحة أو تقديم دعم لوجستي غير مباشر، وهي اتهامات نفتها بريتوريا، لكنها عززت موقف واشنطن في اتخاذ قرارات عقابية.

ولفت إلى أن السياسات الاقتصادية الحمائية التي تنتهجها واشنطن ضد الدول المتعاونة مع روسيا والصين تأتي في إطار التنافس الجيوسياسي، مضيفًا أن جنوب إفريقيا تلعب دورًا محوريًا في هذا الصراع بحكم موقعها الاستراتيجي وعضويتها في مجموعة "بريكس".

أما عن التداعيات المحتملة لهذا التوتر، فقد أكد زهدي أن وقف المساعدات الأمريكية سيؤثر على بعض القطاعات التنموية في جنوب إفريقيا، لكنه ليس عنصرًا حاسمًا، نظرًا لاعتماد البلاد على شراكات متعددة.

في المقابل، أوضح أن قرار بريتوريا بوقف تصدير المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية والدفاعية الأمريكية قد يسبب اضطرابات في سلاسل التوريد، مما قد يدفع واشنطن إلى البحث عن مصادر بديلة، لكنه قد يؤثر أيضًا على عائدات جنوب إفريقيا من هذه الصادرات.

وأشار إلى أن الصين وروسيا قد تستغلان هذا التوتر لتعزيز شراكاتهما مع جنوب إفريقيا، سواء عبر الاستثمارات أو زيادة استيراد المعادن الحيوية، مما قد يؤدي إلى توسيع نفوذهما في القارة الإفريقية.

وشدد زهدي  على أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى تصعيد إجراءاتها ضد بريتوريا، سواء من خلال فرض عقوبات أو قيود تجارية، أو تقليل مستوى التعاون معها في المنظمات الدولية والإقليمية، مما قد يفاقم الأزمة بين البلدين.

واختتم الدكتور رامي زهدي تحليله بالإشارة إلى أن الأزمة قد تستمر على المدى القصير، مع تمسك كل طرف بموقفه، مؤكدًا أن هناك احتمالية لتدخل أطراف دولية مثل الاتحاد الإفريقي أو شركاء بريتوريا في "بريكس" للوساطة وتقليل التوتر. كما أوضح أن استمرار الأزمة قد يؤثر على المناخ الاستثماري في جنوب إفريقيا، خاصة بالنسبة للشركات الغربية، مما قد يدفع البلاد إلى تعزيز تحالفاتها مع الشرق.

وأخيرًا، أوضح زهدي أن هذه الأزمة تعكس طبيعة التحولات الجارية في النظام الدولي، حيث لم تعد الدول الإفريقية تتلقى التوجيهات من القوى الكبرى دون رد فعل، بل أصبح لديها خيارات متعددة تتيح لها تحقيق توازن في علاقاتها الدولية.

الدكتور رامي زهدي
جنوب افريقيا

اقرأ أيضا