أريج جبر: تهديدات ترامب وتصعيد نتنياهو محاولات فاشلة لإخضاع المقاومة الفلسطينية (خاص)

الخميس 13 فبراير 2025 | 05:40 مساءً
الدكتورة إريج جبر استاذ العلوم السياسية بجامعة الأردن
الدكتورة إريج جبر استاذ العلوم السياسية بجامعة الأردن
كتب : بسمة هاني

أحرزت المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل تقدمًا نحو إنهاء أزمة الهدنة في غزة، رغم تصاعد المخاوف من انهيار الاتفاق، بعد تأجيل "حماس" تسليم دفعة جديدة من المحتجزين، احتجاجًا على عدم التزام تل أبيب بإدخال المساعدات.

ووفقًا للاتفاق، كان يجب إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، إلى جانب توفير خيام وكرفانات وسفر الجرحى، لكن "حماس" تؤكد أن إسرائيل لم تنفذ التزاماتها.

في المقابل، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الاتفاق واستئناف القتال.

 ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر إسرائيلية ودولية تأكيدها دقة اتهامات "حماس".

المرحلة التالية من الاتفاق تشمل انسحابًا إسرائيليًا من غزة، ووقفًا دائمًا لإطلاق النار، واستكمال تبادل الأسرى، بمن فيهم ضباط إسرائيليون كبار.

وتحدثت في هذا الاطار الدكتورة أريج جبر، أستاذة العلوم السياسية والمتخصصة في الشؤون الفلسطينية لبلدنا اليوم

قالت إن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه غزة تأتي في سياق سياسة الهيمنة الأمريكية، مشيرة إلى أن القطاع يعيش بالفعل جحيمًا صهيوأمريكيًا غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر.

وأوضحت أن غزة تعرضت للتجويع والحصار والإبادة، بتمويل ودعم أمريكي، مما أضفى شرعية على جرائم الحرب التي ارتُكبت بحقها، متسائلة: "عن أي جحيم يتحدث ترامب؟"

وأشارت إلى أن هذا التصعيد يأتي في إطار محاولة لإخضاع المقاومة وحاضنتها الشعبية، إلا أن الواقع يؤكد أن هذا الأسلوب لن يفلح أمام الصمود غير المسبوق.

أريج جبر: تهديدات ترامب وتصعيد نتنياهو محاولات فاشلة لإخضاع المقاومة الفلسطينية 

كما أكدت أن نهج ترامب يعتمد على التهديدات والتلويح بالقوة لاستثمار الأزمات الدولية، ودفع الأطراف المختلفة إلى تقديم تنازلات للولايات المتحدة.

ولفتت إلى أن هذه التهديدات تمثل أدوات لإلهاء الرأي العام العالمي، وتحويل الأنظار عن صراعات النفوذ داخل الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب إلى تصدير الأزمات الداخلية وإعطاء صورة مغايرة عن الواقع.

وأضافت أن تكرار الوعود والتهديدات يهدف إلى خلق وقائع دخانية، تُستخدم لاحقًا كأوراق ضغط لدفع المقاومة إلى التفاوض وتقديم تنازلات.

أما فيما يتعلق بملف تبادل المحتجزين، فقد شددت على أن المقاومة هي التي تحدد الخيارات وتضع الشروط، مستندة إلى عدالة القضية وشرعيتها، مؤكدة أن ورقة المحتجزين هي الأعلى قيمة بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، وليس من مصلحتهما التضحية بهم أو نقض الاتفاق بالكامل.

وأوضحت أن إسرائيل، رغم جرائمها وقدراتها العسكرية والاستخباراتية، فشلت في استعادة المحتجزين، مما يزيد من إحباط المستوى العسكري وإدراكه أن القيادة السياسية تجره إلى التهلكة.

كما لفتت إلى أن الوسطاء العرب تلقوا إشارات واضحة من "حماس" بشأن تجميد مسار التبادل دون تفجير الصفقة بالكامل، مؤكدة أن تنفيذ الاتفاق سيتم عبر الضغط والضمانات التي تلزم إسرائيل بالقيود المفروضة عليها للحصول على محتجزيها، وهو ما يمثل طوق نجاة لها سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.

وأخيرًا، أوضحت أن كلًا من ترامب ونتنياهو يعيشان مرحلة تراجع واضحة، حيث باتت صيغة التنازلات أكثر وضوحًا، مما يثبت أن تضخيم المطالب لم يكن سوى فقاعة اختبار، تم تفجيرها بفضل صلابة موقف المقاومة.

اقرأ أيضا