في تطور جديد للأوضاع في قطاع غزة، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، تعليق عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلى أجل غير مسمى، متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت الكتائب في بيان رسمي، أن الاحتلال لم يلتزم بتعهداته، مشيرة إلى استمرار استهداف النازحين العائدين إلى شمال القطاع، وتأخير إدخال المساعدات الإنسانية، على الرغم من التزام المقاومة بكامل بنود الاتفاق.
وبناءً على ذلك، أكدت "القسام" أنها لن تمضي قدمًا في تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم، إلا بعد التزام الاحتلال بجميع البنود وتعويض التقصير في تنفيذ الاتفاق خلال الأسابيع الماضية.
تصعيد ترامب والتهديد بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار
في المقابل، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حدة الموقف، مهددًا بإلغاء وقف إطلاق النار في غزة إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول يوم السبت الساعة 12 ظهرًا.
وأكد ترامب، خلال تصريحاته من البيت الأبيض، أن إسرائيل تمتلك الحق في إلغاء الاتفاق والعودة إلى العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أنه قد يتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحديد السبت كموعد نهائي.
مناورة سياسية
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستمر في إطلاق التهديدات منذ 24 ديسمبر الماضي، في محاولة لإخافة الجميع، بما في ذلك حركة حماس.
وأضاف في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، أن إعلان حماس عن تعليق إطلاق سراح دفعة الأسرى في 15 من الشهر الحالي هو مجرد مناورة سياسية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الحصول على مزيد من الخيام والغرف المتنقلة والمواد الطبية، حيث يضع الاحتلال العراقيل لعرقلة ذلك.
وأضاف "الرقب"، أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني استمر طوال 23 يومًا بعد وقف إطلاق النار، بينما يواصل ترامب تهديداته بالإعلان عن إلغاء الهدنة وإعادة إشعال الحرب، مشددا على أن هذه التهديدات لن تؤثر على الصفقة، التي ستتم كما هو مخطط لها في 15 من الشهر الجاري، حيث سيتم إطلاق سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين.
الأوضاع في المعابر
وأوضح أن الأوضاع في المعابر تسير بشكل طبيعي، حيث تعمل محاور صلاح الدين والرشيد كما هي، إلا أن تهديدات ترامب تأتي في سياق الضغط على المقاومة، إذ يطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، وهو أمر غير واقعي وإنما مجرد مناورة سياسية.
وأكد أن العملية تسير وفق ما هو متفق عليه، وأن المطلوب الآن هو ممارسة الضغوط على الاحتلال لإيجاد حلول دبلوماسية بشأن الحوار والتهدئة، خاصة أن المرحلة الثانية من الصفقة ستشمل الإفراج عن الجنود والضباط الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين.
الموقف الأردني
وفيما يخص الموقف الأردني، أشار "الرقب" إلى أن الملك عبدالله الثاني شدد، خلال مقابلة صحفية، على رفض تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أنه ينتظر الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
كما أعلن عن استعداد الأردن لاستقبال 2000 طفل مريض للعلاج في المملكة، نظرًا لأن مستشفيات غزة تعاني من عجز في القدرة على استيعاب الجرحى، الذين يصل عددهم إلى أكثر من خمسين مصابًا يوميًا، على أن يعودوا إلى أراضيهم بعد تلقي العلاج.
ولفت إلى أن هناك موقفًا واضحًا من مصر والأردن برفض التهجير القسري، مشيراً إلى أن أي عمليات تهجير قد تقتصر على نقل السكان إلى الضفة الغربية، وهو أمر سيكلف الاحتلال ثمنًا سياسيًا كبيرًا في حال قبوله.
انتقاد لحماس والسُلطة الفلسطينية
وانتقد الرقب موقف حركة حماس والسلطة الفلسطينية، مؤكدًا أنهما تضيعان فرصًا كبيرة لترتيب الأوضاع الداخلية منذ بداية الحرب، حيث لم يتم التوافق على تشكيل لجنة اجتماعية لإدارة غزة، رغم الحاجة الملحة لإنشاء نظام مدني يعيد الأمل لسكان القطاع.
واعتبر أن التعنت في المواقف يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني، مطالبًا السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وحركة حماس، بالوصول إلى اتفاق حقيقي، موضحا أن الحل بيد الرئيس عباس، لكنه لم يتخذ خطوات جادة لإنهاء الأزمة حتى الآن، رغم أن المقترح المصري كان متكاملًا، إلا أن السلطة لم توافق عليه بعد.