أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرا أن الفلسطينيين الذين يعيشون حاليًا في غزة "سيكونون أكثر أمانًا" إذا انتقلوا إلى مكان آخر، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لن تشتري غزة، بل ستشرف عليها وتضمن الأمن والتنمية، متوقعًا إقامة مشاريع فندقية وعقارية واسعة النطاق هناك.
وأشار إلى أن السلطة الأمريكية ستكون الجهة المسؤولة عن القطاع، متجاهلًا السيادة الفلسطينية، وأضاف: "لا يوجد شيء لنشتريه في غزة، سوف نأخذها ونعتني بها"، ملمحًا إلى احتمال عودة بعض السكان إلى القطاع "لكن بصيغة أخرى".
رؤية ترامب: تهجير قسري أم إعادة توطين؟
أكد ترامب، أنه لا يوجد خيار آخر أمام الفلسطينيين سوى مغادرة غزة، مقترحًا تخصيص مساحات في الأردن ومصر ومناطق أخرى لإعادة توطينهم.
وقال: "إذا أتيحت لهم الفرصة للخروج، فلن يبقى 1% منهم في غزة"، مما يعكس توجهًا واضحًا نحو إعادة توطين السكان الفلسطينيين خارج أراضيهم.
العاهل الأردني: موقف عربي مشترك لمواجهة الطرح الأمريكي
في المقابل، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن الأردن لن يقبل بأي مشاريع تتضمن تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المملكة ستستقبل 2000 طفل مريض من غزة للعلاج، بمن فيهم مرضى السرطان، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني القبول بخطة ترامب.
وأوضح الملك عبد الله، أن الدول العربية ستقدم ردًا موحدًا على هذا المقترح، مؤكدًا أن المشاورات بين الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية والسعودية جارية للرد على أي محاولات لإعادة تشكيل الوضع الجغرافي والديموغرافي في غزة.
هل ستقبل الدول العربية بالخطة الأمريكية؟
بينما يرى ترامب، أن التفاوض مع مصر بشأن استقبال الفلسطينيين "مسألة محسومة بنسبة 99%"، فإن الموقف الرسمي المصري والأردني يرفض بشكل واضح أي محاولة لفرض حلول على حساب السيادة الفلسطينية.
وأكدت مصادر دبلوماسية، أن التحركات العربية تهدف إلى تثبيت الفلسطينيين في أرضهم، وإيجاد حلول بديلة تضمن إعادة الإعمار دون تهجير السكان، مع التأكيد على أن أي خطة أمريكية تتجاهل الإرادة الفلسطينية والعربية ستواجه رفضًا قاطعًا.
وقال أمين المشاقبة، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، إن الأردن يربط موقفه بالموقف العربي، مشيرًا إلى أن هناك خطة عربية سيتم تقديمها من قبل مصر، الأردن، السعودية، والسلطة الوطنية الفلسطينية، تحدد موقفًا عربيًا موحدًا يرفض بشكل قاطع تهجير سكان غزة.
وأوضح "المشاقبة" لـ"بلدنا اليوم"، أن هناك اتفاقًا عربيًا يدعم حل الدولتين، في الوقت الذي يواصل فيه الأردن جهوده الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، حيث يستعد لاستقبال 2000 طفل مريض بأمراض مستعصية، مثل السرطان.
ولفت إلى أن هذا الإجراء لا يعني قبول الأردن بأي مقترح أمريكي يهدف إلى فرض واقع جديد على الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الأردن لن يوافق على أي عرض يتعارض مع مصالحه الوطنية، مضيفًا أن تصريحات العاهل الأردني تؤكد أنه لا يوجد تهديد مباشر على المساعدات المقدمة للمملكة.
وأكد أن وزير الخارجية الأردني، شدد على وجود رؤية مشتركة بين مصر والأردن والسلطة الفلسطينية لإعادة إعمار غزة، دون أي تهجير للسكان.
ولفت "المشاقبة" إلى أن الموقف الأردني الرسمي والشعبي يرفض رفضًا قاطعًا أي تهجير للفلسطينيين إلى الأردن أو مصر، كما يرفض أي صيغة للوطن البديل، مؤكدًا أن هذا الموقف ثابت ولا يمكن التراجع عنه.