الجيش السوداني يقترب من استعادة الخرطوم في معركة حاسمة

الثلاثاء 11 فبراير 2025 | 02:15 مساءً
الجيش السوداني يقترب من استعادة الخرطوم في معركة حاسمة
الجيش السوداني يقترب من استعادة الخرطوم في معركة حاسمة
كتب : محمود أمين فرحان

يقترب الجيش السوداني من استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، في ما وصفه حلفاء قائده، الجنرال عبد الفتاح البرهان، بأنه سيكون أكبر انتصار منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عامين. وفقًا لتقرير فايننشال تايمز

وأعلن الجيش أنه بات يسيطر على معظم مناطق "الخرطوم بحري"، الواقعة على الضفة الشمالية لنهر النيل الأزرق، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي".

ووفقًا لمصدر عسكري، فإن قوات الجيش أصبحت على بعد كيلومترين فقط من القصر الرئاسي، حيث تتركز مقاومة قوات الدعم السريع في الأجزاء الجنوبية المدمرة من وسط المدينة. كما أكد الجيش استعادة السيطرة بالكامل على منطقة كافوري، التي كانت أحد معاقل الدعم السريع في الخرطوم.

كسر الجمود العسكري بعد استعادة ود مدني

يأتي هذا التقدم بعد نجاح الجيش الشهر الماضي في استعادة مدينة ود مدني، مما أدى إلى كسر الجمود العسكري الذي استمر لأشهر, ويرى حلفاء البرهان أن هذا التحول جاء نتيجة تراجع معنويات قوات الدعم السريع، وتزايد الضغوط على خطوط إمدادها، إلى جانب التفوق الجوي للجيش وعودة ظهور الميليشيات الإسلامية المتحالفة معه.

ورغم أن استعادة الخرطوم ستكون انتصارًا استراتيجيًا للجيش، إلا أن السودان سيظل منقسمًا، حيث تسيطر القوات المسلحة على الشرق، في حين لا تزال قوات الدعم السريع تفرض سيطرتها على معظم مناطق دارفور.

ويحذر محللون من أن معركة الخرطوم قد تطول، مع تصاعد الاشتباكات في شوارع المدينة, ويرى الخبير في الشأن السوداني، يوناس هورنر، أن الجيش يواجه قرارًا استراتيجيًا صعبًا بين خيار الحسم العسكري الشامل أو السماح لقوات الدعم السريع بالخروج من العاصمة بحد أدنى من الخسائر.

كارثة إنسانية في ظل استمرار القتال

اندلعت الحرب في أبريل 2023، متسببة في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص وسقوط عشرات الآلاف من القتلى، فضلًا عن التهديد بحدوث مجاعة واسعة النطاق, وتمكنت قوات الدعم السريع، التي يُعتقد أنها تلقت دعمًا من الإمارات، من السيطرة على العاصمة بالكامل في مرحلة من الصراع، رغم نفي أبوظبي لأي انحياز لأي طرف.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على كل من البرهان وحميدتي بسبب الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب، كما اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

وكان البرهان وحميدتي قد أطاحا بالحكومة المدنية في 2021، التي تولت السلطة عقب الإطاحة بعمر البشير في 2019، مما أدى إلى انهيار مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد.

وفي ظل التطورات الميدانية، أعلن البرهان خلال اجتماع في بورتسودان أنه سيشكل حكومة تكنوقراطية بمجرد استعادة الخرطوم، واصفًا إياها بـ"حكومة وقت الحرب" التي ستدعم أهداف الجيش في "تحرير السودان من المتمردين".

وتشير مصادر مقربة من الحكومة العسكرية إلى أن الخطوة التالية للجيش، في حال إحكام سيطرته على العاصمة والشرق، ستكون نقل المعركة إلى دارفور، حيث تخوض قوات الجيش السوداني معارك ضد قوات الدعم السريع في الفاشر.

وتعود جذور قوات الدعم السريع إلى ميليشيات الجنجويد التي خاضت صراعات دامية في دارفور خلال أوائل الألفية، ما تسبب في موجات نزوح واسعة.

ويتوقع مصدر في بورتسودان أن يستغرق الأمر شهرًا لتطهير الخرطوم بالكامل من مقاتلي الدعم السريع، مؤكدًا أن الجيش يمتلك حاليًا اليد العليا في المعركة.

ولم يصدر تعليق رسمي من قوات الدعم السريع على التطورات الأخيرة، لكن حميدتي أقر في خطاب مصور الشهر الماضي بتعرض قواته لانتكاسات، داعيًا مقاتليه إلى الصمود في العاصمة.

اقرأ أيضا