خبير آثار يكشف أسرار بناء الأهرامات وتطورها من المنحني إلى اكتشافات جديدة.. (خاص)

الاحد 09 فبراير 2025 | 05:47 مساءً
الخبير الأثري
الخبير الأثري
كتب : أمنية محمد السيد

كشف د. أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، عن العديد من الأسرار المتعلقة بتطور بناء الأهرامات في مصر القديمة. 

 أسرار بناء الأهرامات وتطورها من المنحني إلى اكتشافات جديدة  

وأوضح أن فكرة بناء الأهرامات نشأت من رغبة الملوك في حماية القبور من التلف والعوامل البيئية، مما دفعهم إلى تطوير الكتلة الترابية فوق القبر إلى هيكل دائم يُحكم الغلق، وبذلك أصبحت الأهرامات إحدى أبرز معالم الحضارة المصرية التي لا تزال تحير العلماء حتى يومنا هذا.

وأشار "عامر" في تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم"، أن الملوك والنبلاء في فترات ما قبل الأسرات بدأوا ببناء غرف دفن تحت الأرض تعلوها هياكل ترابية تعتبر نماذج أولية للأهرامات التي نعرفها اليوم. 

وذكر أن هذه التصاميم كانت خطوة أساسية في التطور الهندسي للأهرامات لاحقًا، حيث كانت تلك الهياكل ترمز إلى الانتقال من الحياة إلى الموت ومن الأرض إلى السماء.

ومن بين الأهرامات التي نالت اهتمام العلماء، الهرم المنحني الذي تم بناؤه في عهد الملك سنفرو في منطقة دهشور. 

وأكد د. عامر أن هذا الهرم يعتبر واحداً من أغرب الأهرامات في تصميمه، حيث بدأت عملية البناء بزاوية ميل حادة، مما تسبب في مشاكل هيكلية أثرت على استقراره. 

وبعد أن لاحظ المهندسون المصريون هذه المشاكل، تم تعديل الزاوية في منتصف البناء لتصبح أكثر اعتدالاً، وهو ما ساعد في تحقيق توازن هيكلي أفضل.

وأضاف أن هذه التجربة ساهمت بشكل كبير في تطوير الطرق المثالية لبناء الأهرامات المستقيمة التي تمثلت في أهرامات الجيزة الشهيرة، مؤكداً أن الهرم المنحني كان بمثابة تجربة مهمة دفعت بالمهندسين القدماء لفهم أسس بناء الهياكل الضخمة.

وفي سياق حديثه، أوضح عامر أن الملك سنفرو لم يتوقف عند الهرم المنحني، بل قام ببناء هرم آخر يُعرف بالهرم الأحمر، والذي يُعد أول هرم ذو جوانب كاملة وزاوية ميل مثالية تبلغ 44 درجة، مشيراً إلى أن هذا الهرم يُعتبر من أهم معالم منطقة دهشور، ويمثل نقلة نوعية في تصميم الأهرامات، حيث تمتاز جدرانه بالنعومة والدقة الهندسية.

وكما تطرق د. عامر إلى أهمية الاكتشافات الأثرية الجديدة، قائلاً: "من المحتمل جداً أن يتم اكتشاف كتل حجرية في مواقع متعددة تقودنا إلى أسرار جديدة حول الأهرامات أو المواقع الأثرية الأخرى." 

وأكد أن اكتشاف هرم مخفي تحت الرمال قد يقود إلى اكتشافات أثرية هامة، موضحاً أن الأهرامات لا تزال تخفي الكثير من الأسرار التي قد تغير فهمنا للحضارة المصرية القديمة.

واختتم د. عامر حديثه بتسليط الضوء على اكتشاف مقبرة الأميرة حتشبسوت من الأسرة الثالثة عشرة في عصر الدولة الوسطى، مشيراً إلى أن هذا الكشف الفريد قد يُساعد في كشف أسرار جديدة عن الحضارة المصرية وممارسات الدفن الملكية.

وتظل الأهرامات المصرية كنزاً تاريخياً وأثرياً هائلاً، لا تزال تخفي أسراراً عن الحضارة المصرية القديمة. وفي ظل الاكتشافات الحديثة، يبدو أن الطريق ما زال طويلاً لفهم جميع جوانب بناء هذه الصروح العظيمة التي شكلت علامة بارزة في تاريخ الإنسانية.

اقرأ أيضا