كشفت تقارير أمريكية عن وجود نقاشات داخل البيت الأبيض حول إمكانية سحب القوات الأمريكية من سوريا، في خطوة قد تعيد ترتيب المشهد الأمني والسياسي في المنطقة، وأفادت مصادر مطلعة بأن وزارة الدفاع (البنتاجون) بدأت دراسة خطط انسحاب محتمل خلال الأشهر المقبلة، بينما لم تصدر الإدارة الأمريكية أي تأكيد رسمي حول هذه التسريبات.
إدارة بايدن تدرس خيارات الانسحاب دون إعلان رسمي
ووفقًا لما أشارت إليه محطة "إن بي سي نيوز" إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومستشاريه المقربين، أبدوا اهتمامًا بسحب القوات من سوريا، مما دفع البنتاغون إلى مراجعة سيناريوهات انسحاب تدريجي خلال 30 إلى 90 يومًا، وعند الاستفسار عن صحة هذه المعلومات، اكتفى متحدث باسم وزارة الدفاع بالقول: "ليس لدينا أي شيء إضافي لنقدمه".
"قسد" تنفي تلقي أي إشعارات رسمية بالانسحاب
قالت سنام محمد، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، أن التطورات على الأرض لا توحي بوجود نية أمريكية للانسحاب قريبًا، وأكدت أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لم تبلغ بأي قرارات رسمية من البنتاغون أو الخارجية الأمريكية حول انسحاب وشيك، وأضافت أن بقاء القوات الأمريكية ضروري لمواصلة الحرب ضد تنظيم "داعش" وضمان الاستقرار في سوريا.
دوافع سياسية وأمنية وراء احتمال الانسحاب
تضع إدارة ترامب مواجهة الصين وخفض الإنفاق العسكري ضمن أولوياتها، حسب ما قاله بسام بربندي، الدبلوماسي السوري السابق، مما قد يدفعها إلى تقليص الوجود الأمريكي في مناطق مثل سوريا والعراق، موضحًا أن السياسة الدفاعية الأمريكية الجديدة تركز على إعادة توزيع الموارد نحو ملفات استراتيجية أكثر أهمية.
مخاوف أمنية من تبعات سحب القوات
حذر مسؤولون في البنتاغون من أن الانسحاب الأمريكي قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة "قسد"، مما يهدد أمن السجون التي تضم آلاف المعتقلين من مقاتلي "داعش"، كما أكدت تقارير أن الانسحاب سيضعف قدرة التحالف الدولي على التصدي لخلايا التنظيم الإرهابي.
تركيا تبدي استعدادًا لتولي ملف "داعش"
كشفت مصادر دبلوماسية عن استعداد تركيا ودول أخرى لتقديم ضمانات أمنية بخصوص التعامل مع بقايا "داعش"، وإدارة السجون التي تضم عناصر التنظيم. وأشارت تقارير إلى أن هذا الطرح قد يكون أحد العوامل التي تدفع واشنطن إلى إعادة تقييم دورها العسكري في سوريا.
مستقبل القوات الأمريكية في سوريا غير محسوم
يظل الوجود الأمريكي محوريًا، و أي قرار سيترتب عليه مستقبل هذه القوات والذي من شأنها التأثير العميق على المشهد الإقليمي، ولا يزال الوضع غير واضح، إذ لم يصدر أي قرار رسمي من البيت الأبيض.