تناولت صحف فرنسية شهيرة، مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن استيلاء بلاده على غزة، من خلال عناوين مثيرة، فرأت صحيفة "ليبراسيون" إن "المستوطن" ترامب يثير مخاوف عالمية، وقالت "ميديا بارت" إن ترامب يدعو إلى التطهير العرقي في غزة، بينما تساءلت لوبس: لماذا يدفع ترامب بفكرة جديدة شنيعة؟.
ترامب يثير الدهشة والغضب
تناولت "ليبراسيون" خبر استقبال الرئيس ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كأول رئيس دولة أجنبي يستقبله بعد عودته للبيت الأبيض، قائلة إن ترامب أثار الدهشة والغضب عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتمتلكه على المدى الطويل، مشيرة إلى أن "هذا ليس قرارا اتخذ بسهولة".
وهكذا عبر ترامب "قطب العقارات السابق" عن حلمه ببناء "ريفييرا الشرق الأوسط" في غزة بعد أن أكد مرارا وتكرارا نيته ترحيل أكثر من مليوني فلسطيني من هناك، دون استبعاد إرسال قوات عسكرية أمريكية للقيام بذلك، مزدريا بشكل بالغ كل شكل من أشكال الحقوق المحلية والدولية وحقوق الإنسان.
نتنياهو: هدفي ضمان ألا تمثل غزة تهديدا لإسرائيل
وذهب ترامب أبعد من ذلك بكثير، عندما قال إنه يرى مستقبلا جديداً ومختلفا لقطعة الأرض هذه التي ظلت مركزا للعديد من الهجمات والمحن والشدائد، على حد وصفه, حيث رأى أن هذا شيء يمكن أن يغير التاريخ.
وبدت ملامح السعادة على وجه بنيامين نتنياهو إلى جانب ترامب لكنه كان مندهشا رغم أن إعلان المخطط الأمريكي قدّمه الرجل الذي يمتدحه نتنياهو باعتباره "أفضل صديق لإسرائيل دخل البيت الأبيض على الإطلاق"، حيث أشار نتنياهو إلى أن هدفه النهائي هو ضمان ألا تمثل غزة مرة أخرى تهديدا لإسرائيل.
ترامب لم ينصف الفلسطينيين مطلقاً
أما صحيفة "ميديا بارت"، فأشارت إلى أن ترامب لم ينصف الفلسطينيين مطلقاً ولم يقل كلمة واحدة عن تاريخ الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه, لكنه يبدو واثقًا من نفسه، مقتنعا بشكل غريب بقدرته خلال أسابيع قليلة على حل صراع دام لـ عقود لم تنجح عشرات السنين من الدبلوماسية في تحريكه قيد أنملة.
وقال ترامب: "على الناس ألا يعودوا إلى غزة، لقد عانوا فيها كثيراً وهي لسيت منطقة آمنة يمكن للناس أن يعيشوا فيها، والمبرر الوحيد لعودة السكان إلى غزة هو أنه ليس لديهم خيار آخر".
ترامب: قطاع غزة رمز للموت والدمار لعقود طويلة
في حين رأت صحيفة "لوبس"، أن الرئيس الأمريكي قدم اقتراحه باعتباره حلاً إنسانيًا لأكثر من مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي وصفه بأنه كان "حفرة من الجحيم حتى قبل بدء القصف الإسرائيلي"، بل ووصف بأنه "رمز للموت والدمار لعقود طويلة"، ووصف الفلسطينيين الذين يعيشون فيه بأنهم "غير محظوظين" ويعيشون "حياة بائسة".
وقال ترامب: "سوف نمنح الناس فرصة جديدة، الأولوية حاليا هو تمكين الناس الذين دمرت حياتهم بالكامل من العيش في وضع أفضل بكثير، يجب إخراجهم من هذا المكان البائس، وأمريكا مستعدة لمساعدتهم في العثور على "مكان جميل" يمكنهم أن يعيشوا فيه حياة أفضل، حياة جميلة".
رفض واسع
ورغم الإصرار الأمريكي, رفض الزعماء السياسيين والدبلوماسيين في العالم من أوروبا إلى الصين وعلى رأسهم مصر وروسيا وتركيا والأردن وفرنسا هذا المقترح، وعبّروا عن صدمتهم وعدائهم بالإجماع تقريبا للتجاوزات الأمريكية الإسرائيلية، حسب "ليبراسيون".