منطقة سياحية أم ساحة نزاع؟ خطة ترامب الجريئة لمستقبل غزة!

الخميس 06 فبراير 2025 | 12:29 مساءً
منطقة سياحية أم ساحة نزاع؟ خطة ترامب الجريئة لمستقبل غزة!
منطقة سياحية أم ساحة نزاع؟ خطة ترامب الجريئة لمستقبل غزة!
كتب : محمود أمين فرحان

في خطوة غير مسبوقة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المثيرة للجدل بشأن غزة، والتي تهدف إلى تولي الولايات المتحدة ملكية القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". 

جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما أثار دهشة واسعة بين المسؤولين والمراقبين السياسيين، وفقًا لتقرير شبكة CNN الأمريكية

أصل الفكرة وتأثيرها على المشهد السياسي

 وفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذه الفكرة لم تنبع من عملية تشاور مؤسسية، بل جاءت مباشرة من ترامب نفسه. فبدلاً من أن تتطور داخل دوائر الخبراء والمستشارين قبل وصولها إلى المكتب البيضاوي، انطلقت كمبادرة شخصية من الرئيس. ووفقًا للسكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت، فإن ترامب كان يروج لهذه الفكرة منذ فترة، لكنها لم تُكتب رسميًا إلا عند إعلانه عنها خلال المؤتمر الصحفي.

مفاجأة للمسؤولين الأمريكيين وحلفاء واشنطن

الاقتراح، الذي تم الكشف عنه دون أي تشاور مسبق مع عدد من المستشارين، فاجأ العديد من المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم كبار أعضاء مجلس الوزراء. ووفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، فإن تعليقات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن زيارته لغزة والانطباع السيئ الذي تركه الدمار هناك، كانت نقطة تحول دفعت ترامب إلى التركيز على هذا الملف بشكل مكثف.

أهداف الخطة.. إعادة إعمار أم إعادة توطين؟

رغم تأكيد الإدارة أن الاقتراح يهدف إلى إعادة إعمار غزة، إلا أن بعض التصريحات الصادرة لاحقًا ألمحت إلى إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى. وقد أثار هذا الطرح قلقًا واسعًا، خصوصًا أن ترامب أشار في اليوم السابق إلى أنه لا ينبغي لأحد العودة إلى القطاع. كما أن مسألة إرسال قوات أمريكية إلى غزة ظلت غير محسومة، رغم عدم استبعاد ترامب لهذا الخيار.

موقف الحلفاء وردود الفعل الدولية

أدى إعلان ترامب إلى ردود فعل متفاوتة بين القادة الإقليميين، حيث أبدت الأردن ومصر رفضهما الواضح لأي خطط تهدف إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع. من جانبه، أشار ترامب إلى أنه يثق في قدرته على إقناع الدول المجاورة بقبول سكان غزة النازحين، وهو ما سيكون محور نقاشاته القادمة مع الملك عبد الله الثاني خلال زيارته المقبلة إلى البيت الأبيض.

القيمة العقارية لغزة في رؤية ترامب

من اللافت أن ترامب سلط الضوء مرارًا على موقع غزة الساحلي، معتبرًا أنها تمتلك إمكانيات عقارية ضخمة تجعلها مكانًا مثاليًا للتطوير. وقد تبنى صهره ومستشاره السابق، جاريد كوشنر، الرؤية ذاتها، حيث وصف غزة بأنها تملك "واجهة بحرية قيّمة للغاية".

تناقض مع مواقف ترامب السابقة

يبدو أن هذا الطرح يتناقض مع مواقف ترامب السابقة بشأن التدخلات الأمريكية الخارجية، فقد انتقد مرارًا سياسات "بناء الدول" التي انتهجتها الإدارات السابقة، لكنه في المقابل اقترح الآن إعادة إعمار غزة وربما نشر قوات أمريكية هناك، وهو ما يضعه في موقف يتناقض مع تصريحاته السابقة حول ضرورة تقليص التدخل الأمريكي في الخارج.

  خطة غير واضحة ومستقبل مجهول

رغم الضجة التي أثارتها تصريحات ترامب، فإن تفاصيل خطته لا تزال غير واضحة، كما أن مدى قدرتها على التطبيق يبقى موضع شك كبير. في ظل غياب توافق دولي، من غير المرجح أن تحقق هذه الفكرة نجاحًا يُذكر، لكنها بالتأكيد أعادت الجدل حول مستقبل غزة إلى الواجهة.

اقرأ أيضا