نظم التجمع السوري "مسد" ندوة فكرية، استضاف خلالها المفكر والمؤرخ العراقي الدكتور خزعل الماجدي، لمناقشة التصنيف التاريخي للحضارات وموازنة عناصرها المادية والروحية.
شهدت الندوة حضور نخبة من المفكرين والباحثين والمؤرخين العرب، إلى جانب الدكتورة ليلى موسى، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية بالقاهرة، التي أشرفت على إدارة الحوار.
رؤية جديدة لتوثيق الحضارات الإنسانية
في مستهل حديثه، أكد الدكتور خزعل الماجدي، أن مصر تمثل العمود الفقري للمنطقة العربية، مشيدًا بدور معرض القاهرة الدولي للكتاب كأحد أكبر الفعاليات الثقافية في العالم العربي. كما وجه شكره إلى التجمع السوري “مسد” على تنظيم الندوة، وإلى الشاعر عبد القادر الحصني على مشاركته.
وأوضح الماجدي أنه قرر التركيز على دراسة الحضارات، لكونها المدخل الأكثر شمولًا لفهم الشعوب وتاريخها. وأشار إلى أن الحضارة لا تقتصر على التاريخ السياسي أو الثقافي فقط، بل تشمل الجوانب المادية، والفكرية، والاجتماعية.
مشروع توثيقي طموح يمتد لعقد من الزمن
استعرض المفكر الماجدي مشروعه الطموح "تاريخ الحضارات"، وهو جهد بحثي بدأه منذ مايزيد عن عشر سنوات، بهدف تقديم توثيق شامل للحضارات الإنسانية. وأوضح المؤرخ العراقي، أنه بدأ بنشر مؤلفاته عبر دار نون التي أصدرت له أربعة كتب قبل أن تتوقف، ما دفعه للبحث عن دور نشر أخرى، من خلال التعاون مع دار رافدين (بيروت) ودار تكوين (الكويت).
انتقاد التأريخ الغربي للحضارات
سلط المؤرخ الماجدي الضوء على التحيز الغربي في دراسة التاريخ، مشيرًا إلى أن المؤرخين الأوروبيين ركزوا على الحضارات الغربية مع تهميش واضح لحضارات الشرق.
ووصف الماجدي هذا النهج بأنه يعكس مركزية غربية تهمّش الإرث الشرقي، مؤكدًا أن مشروعه يسعى إلى تقديم قراءة أكثر إنصافًا وتوازنًا للتاريخ الإنساني.
إعادة الاعتبار لما قبل التاريخ
انتقد الماجدي أيضًا الإهمال البحثي لفترة ما قبل التاريخ، مشيرًا إلى أن معظم الكتب تتناول هذه الفترة في خمس أو ست صفحات فقط، رغم أنها تمثل أساس تطور الحضارات. وشدد على أهمية دراسة التطور الإنساني منذ بداياته لفهم تشكّل المجتمعات القديمة وبنيتها الثقافية.
نحو مشروع حضاري متكامل
في ختام الندوة، أكد الدكتور الماجدي أن مشروعه لا يقتصر على التوثيق الأكاديمي، بل يمثل محاولة لإعادة كتابة التاريخ برؤية أكثر شمولًا وإنصافًا. كما دعا الباحثين والمؤرخين العرب إلى دعم هذا المسار البحثي، بهدف تقديم صورة متوازنة عن الحضارات البشرية بعيدًا عن الانحيازات الجغرافية أو الثقافية.