أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه توسيع نطاق الرسوم الجمركية لتشمل الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن فرض هذه الرسوم "سيحدث بالتأكيد"، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين, يأتي ذلك بعد أيام من فرض واشنطن تعريفات جديدة على واردات من كندا والمكسيك والصين، مما دفع هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات انتقامية. وفقًا لتقرير الجارديان
رسوم جمركية مرتقبة على الاتحاد الأوروبي
في تصريحات أدلى بها مساء الأحد، جدد ترامب انتقاداته للعجز التجاري الكبير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشددًا على رغبته في زيادة واردات أوروبا من السيارات والمنتجات الزراعية الأمريكية. وأوضح: "سيحدث ذلك بالتأكيد مع الاتحاد الأوروبي، لا يوجد جدول زمني محدد، لكنه سيحدث قريبًا جدًا".
وفيما يتعلق بالمملكة المتحدة، أبدى ترامب موقفًا أكثر مرونة، مشيرًا إلى علاقته الجيدة برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لكنه لم يستبعد فرض رسوم جمركية عليها. وقال: "المملكة المتحدة ليست على المسار الصحيح، لكنني أعتقد أنه يمكن التوصل إلى حل. رئيس الوزراء ستارمر كان متعاونًا للغاية، وأجرينا عدة لقاءات ومكالمات هاتفية، ونتفاهم بشكل جيد".
الاتحاد الأوروبي يتوعد بالرد بحزم
ردًا على تهديدات ترامب، أكدت المفوضية الأوروبية أنها ستتصدى لأي إجراء تجاري تعتبره غير عادل أو تعسفي, وكان الاتحاد الأوروبي قد رد في السابق على تعريفات أمريكية بفرض رسوم على منتجات رمزية مثل دراجات "هارلي ديفيدسون"، وويسكي "البوربون"، وعصير البرتقال، في خطوة استهدفت ولايات أمريكية تميل إلى الحزب الجمهوري.
وعبرت المفوضية، عن أسفها لقرار ترامب فرض رسوم على كندا والمكسيك والصين، محذرة من أن التعريفات الجمركية تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتفاقم التضخم.
كندا والمكسيك تردان بإجراءات انتقامية
أعلنت كندا فرض رسوم انتقامية بنسبة 25% على مجموعة من السلع الأمريكية، بقيمة تصل إلى 30 مليار دولار كندي (20 مليار دولار أمريكي)، على أن تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء, وتشمل القائمة التبغ، والمنتجات الزراعية، والأجهزة المنزلية، والأسلحة النارية، والمعدات العسكرية.
كما تستعد الحكومة الكندية، لجولة ثانية من الرسوم، تستهدف واردات أمريكية إضافية بقيمة 125 مليار دولار كندي (86 مليار دولار أمريكي)، تشمل السيارات، الشاحنات، ومنتجات الصلب والألمنيوم، واللحوم، ومنتجات الألبان.
من جانبها، أكدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، أنها ستكشف يوم الإثنين عن تفاصيل الرسوم الانتقامية المفروضة على السلع الأمريكية، مشددة على أن بلادها لا تسعى إلى التصعيد، لكنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها.
وقالت: "المشاكل لا تُحل بفرض التعريفات، بل بالحوار والتفاوض, السيادة ليست قابلة للتفاوض: التنسيق نعم، التبعية لا."
الأسواق العالمية تتأثر واحتجاجات شعبية ضد القرار
أدى تصعيد الحرب التجارية إلى تراجع الأسواق المالية، حيث انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية، بينما شهدت الأسواق الآسيوية والعملات الرقمية اضطرابات حادة. واعترف ترامب بأن هذه الرسوم قد تسبب "بعض الألم المؤقت" للاقتصاد الأمريكي، لكنه أكد أن هذه الإجراءات ضرورية لمواجهة ما وصفه بـ"النهب الاقتصادي" الذي تتعرض له الولايات المتحدة.
في كندا، انتشرت دعوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية، ورفعت المتاجر لافتات تدعو المواطنين إلى "شراء المنتجات الكندية بدلًا من الأمريكية", كما شهدت مباريات الهوكي وكرة السلة احتجاجات جماهيرية، حيث أطلق المشجعون صيحات استهجان أثناء عزف النشيد الوطني الأمريكي.
وفي المكسيك، أعرب العديد من المواطنين عن قلقهم من تداعيات هذه الحرب التجارية على الوظائف والصناعات المحلية، خاصة في المناطق الحدودية التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة.
المواجهة مستمرة وسط غموض المشهد الاقتصادي
رغم محاولات بعض الأطراف تجنب التصعيد، يبدو أن المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها ستستمر، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد العالمي والتداعيات المحتملة على المستهلكين والشركات في مختلف الدول.