انتفض المصريون في مشهد مهيب أمام بوابة معبر رفح، حيث توافدوا من كافة المحافظات لتوجيه رسالة للعالم، عنوانها "الصمود" معبرين عن رفضهم لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن إمكانية استضافة مصر والأردن لسكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين دعمهم التام للقيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
حديث ترامب عن التهجير
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اعادة انتخابه وتوليه السلطة 5 فبراير الماضي، قد أطلق عدة تصريحات تحدث فيها عن تهجير سكان قطاع غزة قسرًا إلى مصر والأردن، خاصة بعد الحرب الأخيرة بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي بعد أحداث السابع من أكتوبر التي بدأتها حماس في الأراضي المحتلة مما تبعه ارتكاب الاحتلال جرائم وحشية استمرت لـ 15 شهرًا بحق سكان القطاع.
رفض مصري
قوبلت تصريحات ترامب بالرفض القاطع من الدولة المصرية على مستوى القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد أن تهجير الفلسطينيين ظلم لن تشارك فيه مصر،
حيث كان السيسي قد كشف عن مخطط التهجير منذ الأيام الأولى لحرب غزة، مؤكدًا تصدي الدولة المصرية لتصفية القضية الفلسطينية، في حين رفضت الأردن مقترحات ترامب أيضًا.
الرئيس السيسي
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي الأربعاء الماضي عن فكرة تيسر مصر تهجير سكان غزة، إن المصريين سينزلون إلى الشوارع للتعبير عن استنكارهم.
رغم رفض البلدين حكومة وشعبا، أعاد ترامب حديثه عن التهجير مرة أخرى وقال الخميس الماضي عن رفض مصر والأردن للمشاركة في جريمة التهجير: "فعلنا الكثير من أجلهم، وهم سيفعلون ذلك".
حشود أمام المعبر
كعادتهم المصرين لم يتوانوا للحظة عن نداء زعيمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ولم يخذلوه إذ توافدت الحشود من كل بقاع الوطن، لينظموا حشود ضخمة أمام معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة معبرين عن دعمهم للرئيس في اتخاذ ما يلزم لمواجهة مخطط التهجير والحفاظ على الأمن لاقومي وسط مطالبين بالصمود أمام المخطط الصهيوني المدعم من الولايات المتحدة بتهيجر الأشقاء، وسط هتافات لرئيسهم "نريدك صامدا".
نجاح القيادة المصرية
وقال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن القيادة السياسية المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت بامتياز في التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، التي سعت إليها أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أضاف فرحات في تصريحات لـ "بلدنا اليوم" أن الحشود التي شاهدناها أمام معبر رفح الرافضة لمخطط التهجير تعكس صمود الشعب المصري ووقوفه خلف قيادته في كافة القرارت التي تتخذها.
وتابع أن مصر كانت واضحة منذ البداية في رفضها لما عُرف بـ"صفقة القرن"، حيث أكدت القيادة المصرية أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يجب أن يقوم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد الدكتور رضا فرحات على أن مصر، بحكم موقعها الجغرافي وثقلها الإقليمي، تظل حجر الزاوية في حماية الأمن القومي العربي، مؤكدًا أن موقفها الرافض لأي مقترح يتعلق بتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم يعكس التزامها التاريخي تجاه هذه القضية العادلة.
كما أكد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين" وعضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، أن القيادة السياسية المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت بامتياز في تقويض المخططات التي حاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرضها لتصفية القضية الفلسطينية.
الاصطفاف الشعبي
وأشار إلى أن الاصطفاف الشعبي المصري خلف الرئيس السيسي كان عاملًا حاسمًا في دعم الموقف الوطني والقومي تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح "أبو العطا"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الموقف المصري لم يقتصر على التصريحات والمواقف الدبلوماسية، بل تجسد في تحركات عملية وفعالة على الأرض، كان أبرزها الدور المحوري الذي لعبته مصر في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، ما أسهم في تهدئة الأوضاع وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن مصر، عبر جهودها السياسية والدبلوماسية، نجحت في إفشال ما كان يعرف بـ"صفقة القرن"، التي استهدفت تصفية الحقوق الفلسطينية، مؤكدًا أن الدولة المصرية كانت ولا تزال الحصن المنيع للحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
الشعب المصري
وأكد أن الشعب المصري يقف دائمًا بجانب قضايا أمته العربية، مشددًا على أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس السيسي، ستواصل جهودها للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما لفت إلى أن ما شهده معبر رفح اليوم يعد شاهدًا على أن مصر، قيادةً وشعبًا، لن تقبل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.