أزمة أوكرانيا تتفاقم.. عمليات عسكرية وضغوط دولية لإجراء انتخابات

شنت روسيا، السبت، هجومًا واسعًا بالطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا وإصابة العشرات، إلى جانب تدمير مبانٍ سكنية ومنشآت للطاقة في مختلف أنحاء البلاد، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.

وفي مدينة بولتافا بوسط أوكرانيا، استهدف صاروخ روسي مبنى سكنيًا، ما أدى إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة 16 آخرين، بينهم أربعة أطفال، وفقًا لخدمات الطوارئ الأوكرانية، التي أكدت إنقاذ 22 شخصًا من تحت الأنقاض, واستمرت عمليات البحث والإنقاذ حتى ساعات متأخرة من الليل.

أما في خاركيف، شمال شرقي أوكرانيا، فقد قُتل شخص وأُصيب أربعة آخرين في هجوم بطائرة مسيرة، حسبما أعلن عمدة المدينة, وفي منطقة سومي، قتل ثلاثة من رجال الشرطة أثناء قيامهم بدورية في إحدى القرى، وفقًا لمسؤولين محليين.

زيلينسكي يدعو إلى تعزيز الدفاعات الجوية

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا استخدمت في هجماتها الليلية صواريخ هجومية وطائرات مسيرة وقنابل جوية، مشددًا على أن هذه الهجمات "تؤكد حاجتنا إلى مزيد من الدعم لمواجهة الإرهاب الروسي".

من جانبه، أشار معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث أمريكي، إلى أن القوات الروسية تستغل الصواريخ الباليستية في هجماتها، نظرًا لمحدودية أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية القادرة على اعتراض هذا النوع من الصواريخ.

هجوم على مدرسة داخلية في منطقة كورسك

استهدفت القوات الروسية مدرسة داخلية تؤوي نازحين في منطقة كورسك الروسية، الواقعة تحت السيطرة الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وفقًا للجيش الأوكراني.

وأوضح زيلينسكي، أن الهجوم دمر المدرسة في بلدة سودجا الحدودية، رغم وجود عشرات المدنيين داخلها, وبحلول مساء السبت، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن عمليات الإنقاذ مستمرة، حيث تم إجلاء 84 شخصًا من تحت الأنقاض أو تقديم الرعاية الطبية لهم، فيما وصفت حالة أربعة مصابين بأنها حرجة.

في المقابل، حمّلت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا مسؤولية الهجوم، في تكرار لاتهامات متبادلة بين الطرفين حول استهداف المناطق المدنية.

هجوم أوكراني بطائرة مسيرة يقتل مدنيًا في روسيا

أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية أن مدنيًا لقي حتفه في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية، السبت, ووفقًا له، فإن الضحية توفي متأثرًا بجراحه قبل وصول الإسعاف، في قرية مالينوفكا الواقعة على بعد 8 كيلومترات من الحدود الأوكرانية.

وتنفي كييف استهداف المدنيين، وهو موقف مشابه لما تعلنه موسكو بشأن هجماتها.

انفجار غامض في مركز لتجنيد الجيش الأوكراني

في مدينة ريفني غربي أوكرانيا، أدى انفجار في مركز تجنيد عسكري إلى مقتل شخص وإصابة ستة آخرين، ولم تكشف السلطات الأوكرانية عن سبب الانفجار، الذي وقع في الساعة 4:15 مساءً بالتوقيت المحلي يوم السبت, كما أكدت التقارير عدم وجود إنذار جوي في المدينة وقت وقوع الحادث.

هجوم مسلح على مسؤول تجنيد أوكراني

في حادث منفصل، أطلق مسلح يحمل بندقية صيد، النار على أحد مسؤولي التجنيد العسكري الأوكراني، مما أدى إلى مقتله، قبل أن يفر من المكان برفقة أحد المجندين.

وقع الحادث أثناء قيام المسؤول بمرافقة مجموعة من المجندين إلى مركز تدريب، حيث توقف في محطة وقود بمنطقة بولتافا, وأعلنت الشرطة الأوكرانية أنها فتحت تحقيقًا في الواقعة باعتبارها جريمة قتل.

روسيا تزعم تحقيق مكاسب ميدانية في دونيتسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها تتقدم نحو مدينة توريتسك الإستراتيجية شرقي أوكرانيا، وأنها "حررت" قرية كريمسكي الواقعة في الضواحي الشمالية الشرقية للمدينة.

ويُنظر إلى السيطرة على توريتسك على أنها خطوة قد تمكن موسكو من قطع طرق الإمداد الأوكرانية, ومع ذلك، لم يتسنّ التحقق من صحة هذه المزاعم.

واشنطن تضغط لإجراء انتخابات أوكرانية وسط الحرب

قال كيث كيلوج، مستشار الشؤون الأوكرانية في حملة دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة ترغب في أن تجري أوكرانيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا توصلت كييف إلى هدنة مع موسكو.

وأوضح "كيلوج"، أن معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات حتى أثناء الحرب، لكنه أقر بأن القانون الأوكراني يمنع إجراء الانتخابات في ظل الأحكام العرفية المفروضة منذ بدء الغزو الروسي.

وفي سياق متصل، حذر زيلينسكي من استبعاد أوكرانيا من المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا حول إنهاء الحرب، واصفًا ذلك بأنه سيكون "خطيرًا جدًا". وأشار إلى أن موسكو ترفض التفاوض حاليًا، معتبرة أن أي تنازلات قد تُفسَّر على أنها هزيمة في ظل تفوقها العسكري الحالي.

الأمم المتحدة تدين هجومًا روسيًا على أوديسا

أدانت اليونسكو هجومًا صاروخيًا روسيًا استهدف مدينة أوديسا الساحلية جنوبي أوكرانيا، مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص وإلحاق أضرار بمبانٍ تاريخية مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي.

وقالت المنظمة الأممية إن الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة بمبنيين ثقافيين محميين بموجب الاتفاقيات الدولية, وأكدت أنها تعمل مع السلطات الأوكرانية لتوثيق الأضرار ووضع خطة لإجراءات الطوارئ العاجلة.

ختامًا، تعكس التطورات الميدانية الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في الحرب الأوكرانية، في ظل استمرار الضربات الجوية المتبادلة، والمكاسب الميدانية الروسية، والضغوط الدولية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.