نشرت صحيفة "جوان" الإيرانية مقالاً ينتقد المطالبات بالتفاوض مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، معتبرةً أن هذه الدعوات تأتي ضمن محاولات لبث الخوف في المجتمع وفرض خيار زائف بين القبول بالشروط الأميركية للاتفاق النووي أو مواجهة تداعيات داخلية خطيرة.
تحويل إيران إلى نسخة سورية
وكتبت الصحيفة: "ما يتم نشره مؤخراً في الفضاء الإعلامي للبلاد، سيما في الفضاء الافتراضي، بشأن ضرورة التفاوض مع أمريكا بأي ثمن، يعتمد على محاولة إخافة الشعب في إطار فرض ثنائية زائفة، وهي إما القبول بالاتفاق النووي الذي تريده أميركا، أو الوقوع في فخ الاتفاق النووي الداخلي وتحويل إيران إلى نسخة سورية".
وجاء في تقرير الصحيفة التابعة للحرس الإيراني أن أسلوب التعامل الأميركي تجاه إيران ثابت بغض النظر عن هوية الرئيس، حيث تسعى أمريكا دوماً لاحتواء إيران دون تقديم أي تنازلات حقيقية أو رفع للعقوبات.
طاولة المفاوضات ساحة حرب
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع طاولة المفاوضات مع إيران كأنها ساحة حرب، وتهدف إلى فرض الاستسلام على إيران.
وكتبت الصحيفة: "بما أن المنطلق والهدف لكلا الحزبين الأميركيين بشأن إيران ثابت ومبني على احتواء إيران، فإنه حتى لو لم يكن ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فإن دراسة سلوك الأمريكيين ونهجهم في التفاوض تُظهر أنهم لم يسعوا قط لتقديم تنازلات، حتى بأدنى حد، أو لرفع العقوبات، بل كانوا دائماً يعتبرون طاولة المفاوضات ساحة حربٍ وأداةً لتركيع إيران عبر استغلال جميع أساليب الحرب الناعمة والتغلغل".
خامنئي يدعو لليقظة وعدم التفاوض السري مع واشنطن
وفي السياق، رغم مهاجمة المرشد الإيراني "علي خامنئي" للولايات المتحدة، خلال خطابه أمس الثلاثاء، ووصفها بالخبيثة، لم يعلن منع التفاوض معها. فقد دعا خامنئي إلى اليقظة عند التفاوض مع واشنطن، وقال خلال لقائه مسؤولين إيرانيين وسفراء الدول الإسلامية بشأن المفاوضات بين طهران وواشنطن: "يجب أن نفتح أعيننا وننتبه جيدًا لمن نواجه ونتعامل ونتحاور معه".