ماذا بعد انتخاب رئيس لبناني جديد وتهديد ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم؟ محلل سياسي يكشف لـ "بلدنا اليوم"
قال المحلل السياسي الدكتور "يسري عبيد" (الباحث في العلاقات الدولية) إن هناك مؤشرات إيجابية لمسألة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في غزة، إذا لم يعرقل بنيامين نتنياهو هذه المفاوضات في اللحظة الأخيرة في ظل تهديد ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم. وبالحديث عن انتخاب رئيس لبناني جديد، وصف عبيد إتمام الخطوة أخيرًا بأنها انفراجة كبرى في المشهد السياسي اللبناني.
ضغوط أميركية على إسرائيل والمقاومة لوقف إطلاق النار قبل 20 يناير
وأكد الدكتور يسري عبيد في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم" أن كل التقارير تشير إلى ممارسة ضغوط هائلة من الإدارة المقبلة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على كل من إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار قبل الـ 20 من يناير المقبل، موعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتًا إلى أن هذه الضغوط تمارس بشكل أكبر وأصعب على الفلسطينيين خاصةً بعد تهديدات ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار بحلول الـ 20 من يناير المقبل.
وهذا ربما يمثل ضغطًا كبيرًا على حركة حماس للقبول باتفاق مبدئي أو جزئي مع الحصول على ضمانات أمريكية بوقف عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وأن تنسحب بشكل نهائي من قطاع غزة في المراحل المقبلة للاتفاق. وأشار "عبيد" إلى أن هناك جهودًا تُبذل حاليًا، وإذا لم يعرقل بنيامين نتنياهو هذه المفاوضات في اللحظة الأخيرة، فإن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة سيكون أقرب من أي وقت مضى.
تداعيات فوز ترامب على الشرق الأوسط وإيران
وبالحديث عن رؤيته لمنطقة الشرق الأوسط بعد فوز ترامب بولاية ثانية، أوضح "عبيد" أن دونالد ترامب من الشخصيات التي يصعب التنبؤ بالإستراتيجية التي سيتبعها في التعامل مع الكثير من الملفات في المنطقة حتى الآن. ورغم تهديده بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم في حال عدم وقف إطلاق النار قبل الـ 20 من يناير المقبل، إلا أنه لم يوضح الاستراتيجية التي سيتبعها لفعل ذلك.
أما بخصوص التعامل مع إيران، فهناك تضارب في تصريحات المسؤولين المحتملين في إدارة ترامب المقبلة حول الملف النووي الإيراني. فالبعض يرى ضرورة التوصل إلى صفقة مع إيران حول برنامجها النووي، والبعض الآخر يؤيد المواجهة المباشرة من خلال توجيه ضربة عسكرية شاملة للبرنامج النووي الإيراني.
حزب الله لم يعد بإمكانه توجيه سياسة الدولة، واختيار رئيس لبنان الجديد يشير إلى حدوث انفراجة كبرى في لبنان
وبسؤاله عن اتجاه الأوضاع في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، قال الدكتور يسري عبيد إنه ربما سيتم التعامل مع حزب الله بشكل مختلف الفترة المقبلة من قبل إدارة الرئيس الجديد جوزيف عون بعدما فقد الحزب الكثير من قوته باغتيال زعيمه حسن نصر الله، الشخصية المحورية للحزب، وكذلك اغتيال أهم وأكبر قيادات حزب الله، وتدمير إسرائيل للقدرة العسكرية والسياسية والمالية للحزب.
مشيرًا إلى أن إتمام عملية اختيار رئيس للبنان يؤكد أن حزب الله لم يعد بإمكانه تحديد مصير الدولة وتوجيه سياستها، مبرهنًا ذلك بقبول حزب الله لوقف إطلاق النار تنفيذًا للقرار 1701 رغم عدم تحقيق الشروط التي كان حسن نصر الله قد وضعها، وأهمها وقف الحرب على غزة، وكذلك قبول الحزب بالخروقات والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي لقرار وقف إطلاق النار في لبنان وعدم وجود رد واضح للحزب حتى الآن.
وفي الختام قال الدكتور يسري إن لبنان ربما تسعى للانفتاح بشكل كبير على دول الخليج لإنعاش الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار، كما أن القوى الاقتصادية والدولية ربما تعود بقوة إلى الساحة اللبنانية خاصة بعد تقلص قدرات وتأثيرات حزب الله في المشهد السياسي اللبناني، واختيار رئيس لبنان الجديد، وهو ما ينبئ بحدوث انفراجة كبرى في لبنان.