الشرق الأوسط الذي لا يعرفه ترامب.. كيف تغيرت المنطقة خلال سنوات بايدن؟

الاثنين 13 يناير 2025 | 10:24 صباحاً
ترامب
ترامب
كتب : محمد عبدالحليم:

مع استعداد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه مرة أخرى، يواجه شرق أوسط مختلف تمامًا عما كان عليه خلال ولايته الأولى.

التغيرات الجيوسياسية في سوريا

التغيرات الجيوسياسية العميقة في سوريا، وضعف إيران، وتغير مواقف السعودية، كلها عوامل تشكل تحديات وفرصًا جديدة للإدارة الأمريكية.

ومع ذلك، تبقى القضايا الأساسية، مثل الصراع العربي الإسرائيلي، عصية على الحل، مما يفرض تعقيدات إضافية على أي جهود دبلوماسية مستقبلية، وفقًا لتحليل جديد لمعهد الشرق الأوسط.

سوريا.. بين تهديدات داعش والصراعات الإقليمية

سوريا، التي مزقتها الحرب الأهلية، أصبحت الآن ساحة لصراعات إقليمية متعددة. مع انهيار نظام بشار الأسد، برزت قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، المدعومة من الولايات المتحدة، كقوة رئيسية في شرق سوريا.

ومع ذلك، فإن التوترات بين القوات الكردية وتركيا، التي ترى في SDF امتدادًا للمعارضة الكردية في تركيا، تهدد بتصعيد عسكري. بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمال مواجهة بين إسرائيل وتركيا في الأراضي السورية يلوح في الأفق، خاصة مع توسع الوجود الإسرائيلي في مرتفعات الجولان.

الولايات المتحدة، التي لديها حوالي 2000 جندي في سوريا، يمكنها استخدام نفوذها للوساطة بين الأطراف المتنازعة. كما يمكن أن يكون رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا أداة فعالة لضمان التزام تركيا بعدم مهاجمة SDF، والعمل على حل مشكلة معتقلي داعش.

كما يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا في تخفيف التوترات الإسرائيلية التركية من خلال ضمان التزام الأطراف باتفاقيات سابقة.

إيران.. ضعف جديد وفرص دبلوماسية

إيران، التي كانت قوة إقليمية مهيمنة خلال ولاية ترامب الأولى، تواجه الآن وضعًا أضعف بكثير.

خسارة حليفها الرئيسي في سوريا، والضربات الإسرائيلية المدمرة ضد حزب الله في لبنان، وضعف قدراتها العسكرية، كلها عوامل قلصت نفوذ طهران.

ومع ذلك، فإن الدعوات لزيادة الضغط على إيران عبر العقوبات أو الهجمات العسكرية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، بما في ذلك احتمال لجوء إيران إلى خيار التسلح النووي.

بدلاً من ذلك، يمكن لإدارة ترامب الجديدة أن تتبع نهجًا دبلوماسيًا أكثر توازنًا، يعرض على إيران مسارًا للتفاوض مقابل تخفيف العقوبات.

يجب أن تشمل هذه المفاوضات ليس فقط الملف النووي، ولكن أيضًا برنامج الصواريخ الإيراني ودورها الإقليمي المزعزع للاستقرار. إن التعامل مع إيران من موقع القوة، دون السعي لتغيير النظام، قد يكون الطريق الأكثر أمانًا لتجنب حرب إقليمية مدمرة.

السعودية.. تحول في الأولويات

السعودية، التي كانت حليفًا رئيسيًا لإدارة ترامب الأولى، تشهد الآن تحولًا في سياستها الإقليمية، فقد أصبحت الرياض أكثر تركيزًا على تحقيق الاستقرار الإقليمي كجزء من رؤية 2030 الطموحة.

إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران عبر وساطة صينية، وتخفيف حدة الخطاب المعادي لطهران، يعكسان هذا التحول.

على الرغم من ذلك، فإن السعودية تبدو أقل استعدادًا للانضمام إلى "اتفاقيات إبراهيم" أو الاعتراف بإسرائيل في الوقت الحالي.

الحرب في غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، مما زاد من التكلفة السياسية لأي تقارب سعودي إسرائيلي. لذلك، فإن الضغط على الرياض للانضمام إلى هذه الاتفاقيات قد يكون مجهودًا غير مجدٍ في الوقت الحالي.

القضية الفلسطينية.. واقع مرير

على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بغزة، فإن الديناميكيات الأساسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم تتغير.

حكومة بنيامين نتنياهو لا تظهر أي اهتمام بالتنازلات الإقليمية اللازمة لإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. الرأي العام الإسرائيلي، في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023، أصبح أكثر تشددًا ضد حل الدولتين.

في هذا السياق، فإن أي خطة سلام أمريكية جديدة من المرجح أن تواجه مصيرًا مشابهًا لسابقاتها.

بدلاً من ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تركز على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، والعمل على تخفيف التوترات في لبنان وسوريا، حيث يمكن لنفوذها أن يلعب دورًا إيجابيًا في تحقيق الاستقرار.

اقرأ أيضا