بعد انتخابه رئيسًا للبنان.. جوزيف عون يعلن أول زيارة رسمية له

السبت 11 يناير 2025 | 01:15 مساءً
ولى العهد السعودى
ولى العهد السعودى
كتب : محمود أمين فرحان

في الفترة الأخيرة، لعبت المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في تحديد مصير لبنان، وقبل أقل من 24 ساعة من تحديد البرلمان للرئيس القادم، كانت الساحة السياسية في لبنان مليئة بالفوضى, فكان هناك أكثر من ستة مرشحين، مع تباين واسع في المواقف بشأن أهلية قائد الجيش جوزيف عون، الذي تم استبعاده من قبل العديد من السياسيين باعتباره غير مؤهل دستوريًا بسبب منصبه العسكري، وذلك وفقًا لشبكة CNN الأمريكية 

الضغط السعودي وفتح الطريق لعون 

ووصل وفد سعودي، برئاسة الأمير يزيد بن فرحان، إلى بيروت للمرة الثانية في أسبوع واحد, تم عقد سلسلة من الاجتماعات مع مختلف الأطراف السياسية، مما أدى إلى توافق على دعم جوزيف عون، المرشح المدعوم من الولايات المتحدة في نهاية المطاف، وحصل عون على 99 صوتًا من النواب، متجاوزًا الثلثين المطلوبين.

الفرحة في الشوارع وملء الفراغ الرئاسي

 تصاعدت أجواء الفرح في لبنان بعد انتخاب عون، حيث تم سد الفراغ الرئاسي الذي دام لفترة طويلة, تعهد الرئيس الجديد، في خطاب حاسم بعد أداء اليمين، بإدخال لبنان إلى "عصر جديد" والعمل على نزع سلاح حزب الله وتوحيد القوة العسكرية تحت رعاية الدولة.

التساؤلات حول الدور السعودي إن الدعم السعودي الكبير لإنهاء الجمود السياسي في لبنان أثار العديد من التساؤلات, لماذا ضخت السعودية هذا القدر من الجهد الدبلوماسي لإعادة لبنان إلى دائرة تأثيرها، بعد سنوات من الانقطاع التي اعتبرتها "ضائعة" لصالح الهيمنة الإيرانية عبر حزب الله ,هذا التحرك السعودي يثير تساؤلات عن التحولات في السياسة الإقليمية في المنطقة.

تحالف حزب الله وأمل في دعم عون

 بعد الامتناع عن التصويت في الجولة الأولى، قرر حزب الله وحليفه حزب أمل دعم عون في الجولة الثانية. بعد اجتماع مع الرئيس المنتخب، الذي جرى خلال استراحة من التصويت، وافق الحزب على دعم عون، مما حل الجمود السياسي الذي استمر طويلاً.

موقف حزب الله بعد الانتخابات

 على الرغم من الهزائم التي تعرض لها حزب الله في الحرب مع إسرائيل، بما في ذلك فقدان زعيمه حسن نصر الله، إلا أن الحزب أبدى مرونة غامضة في دعمه لعون حزب الله يدرك أن عون يحمل تفويضًا سياسيًا لنزع سلاحه، إلا أن تأثير الحزب لا يزال قويًا في لبنان بفضل قاعدته الشعبية والعسكرية.

الرهانات الإقليمية والضغوط الدولية

 التقارب الذي شهدته العلاقات بين الرياض وطهران في السنوات الأخيرة بات يشكل اختبارًا هامًا في لبنان، سيكون الرئيس اللبناني الجديد أمام تحديات كبيرة تتعلق بكيفية التعامل مع الضغوط الإقليمية، بما في ذلك مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.

التفاؤل في الشارع اللبناني

 على الرغم من الصعوبات التي قد تواجه لبنان، هناك شعور عام بالتفاؤل في الشارع اللبناني بعد انتخاب عون واصبحت لبنان تمتلك قيادة قادرة على استعادة استقراره السياسي والاجتماعي, وقد حان الوقت  لبناء نظام دستوري قوي يحقق العدالة والمساءلة الاجتماعية والاقتصادية.

أول زيارة خارجية للرئيس عون

وفي خطوة رمزية لافتة، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون عن أول دولة يعتزم زيارتها بعد توليه منصب الرئاسة  في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تلقي عون دعوة رسمية لزيارة المملكة العربية السعودية وأعرب ولي العهد عن تهانيه للرئيس اللبناني بمناسبة انتخابه، مشيرًا إلى أن السعودية ستكون أول وجهة خارجية له  وجاءت هذه الدعوة في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين لبنان والمملكة، مؤكدًا على دور السعودية الداعم للبنان وأهمية ترسيخ علاقات لبنان العربية مع محيطه.

خلاصة المشهد

 يمثل انتخاب جوزيف عون بداية عهد جديد للبنان، ولكن الطريق أمامه لا يزال طويلًا، وسيتم اختبار قدرته على إدارة التحديات الداخلية والخارجية، خاصة فيما يتعلق بنزع سلاح حزب الله وإعادة بناء علاقات لبنان مع جيرانه, مع زيارة مرتقبة إلى السعودية، يبدو أن لبنان يسير نحو مرحلة جديدة من التفاعل الإقليمي والدولي، مما قد يساهم في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

اقرأ أيضا