"أزوف" الوحدة الأوكرانية تسعى لتجنيد مقاتلين دوليين لمواجهة روسيا

السبت 11 يناير 2025 | 12:25 مساءً
عناصر من كتيبة آزوف
عناصر من كتيبة آزوف
كتب : محمود أمين فرحان

تخطط وحدة "أزوف"، وهي فرقة تطوعية تأسست قبل عشرة أعوام ولها جذور قومية متطرفة جعلتها هدفًا للدعاية الروسية، لتشكيل كتيبة دولية لتعزيز صفوفها في الوقت الذي تقترب فيه أوكرانيا من عامها الرابع في الحرب الشاملة، وفقًا لشبكة CNN الأمريكية.

الهدف الأساسي لأزوف 

قال قائد الوحدة، الذي يُعرف بلقب "كارل"، إن الهدف الأساسي لأزوف هو تجنيد أفراد ذوي خبرة عسكرية، نظرًا لأن أوكرانيا أصغر من روسيا وتحتاج إلى كل الدعم الممكن في هذا الصراع ذي الأبعاد الدولية.

وأضاف: "نحن نقاتل لوقف تقدم روسيا نحو أوروبا"، مشيرًا إلى أن سقوط أوكرانيا قد يفتح الطريق أمام موسكو لتهديد دول مثل بولندا والدول البلطيقية، وبعضها أصغر من أوكرانيا.

منذ بداية الغزو الروسي، لقي خمسة عشر بريطانيًا حتفهم أثناء مشاركتهم في القتال لصالح أوكرانيا، منهم اثنان تم الإعلان عن وفاتهما هذا الشهر، وهما جوردان ماكلاشلان، المسعف على الخطوط الأمامية من اسكتلندا، وجايك وادينغتون، الجندي السابق في الجيش البريطاني وعضو في الفيلق الدولي.

يُعتبر هؤلاء جزءًا من موجة متواصلة من المقاتلين الغربيين الذين انضموا إلى القوات الأوكرانية في نزاع مستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، والذي أسفر، وفقًا للتقديرات الاستخباراتية، عن مقتل حوالي 43,000 جندي أوكراني، بالإضافة إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف هذا العدد من الجنود الروس.

يجب على غير الأوكرانيين الراغبين في الانضمام إلى أزوف إتمام عملية تجنيد تشمل مقابلات في كييف، بما في ذلك تقييم نفسي واختبار للكشف عن الكذب للتأكد من عدم وجود صلات مع القوات الخاصة الروسية.

تستغرق فترة التدريب الأولي من شهرين إلى ثلاثة أشهر، حتى لأولئك الذين يمتلكون خبرة عسكرية، في مجموعات من حوالي 80 فردًا، لتتناسب مع واقع ساحة المعركة الأوكرانية التي تعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيرة والمدفعية. وأوضح "كارل" قائلاً: "تدريب بعض الجنود في أوروبا لم يتغير منذ الحرب العالمية الثانية".

بعد إتمام التدريب، يُتوقع أن ينضم المجندون إلى وحدات المشاة الهجومية، حيث يعترف القائد بأنهم سيتعرضون في النهاية لمواقف خطيرة. وأضاف: "الواقع قد يكون قاسيًا، إنها حرب".

حالياً، تعمل أزوف بالقرب من مدينة توريتسك في شرق أوكرانيا، وهي مدينة مدمرة يقسمها جيشا الطرفين. ومن المتوقع أن تتفاقم الأوضاع بالنسبة لأوكرانيا بسبب التوقعات بتقليص أو قطع المساعدات العسكرية الأمريكية في ظل محاولات الرئيس ترامب لإنهاء الصراع.

قد أثيرت تساؤلات في الماضي حول فعالية "الفيلق الدولي"، الوحدة التي تم تشكيلها في بداية الحرب للمقاتلين الأجانب، إذ تم اتهامها بالفساد وسوء القيادة، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.

على الرغم من ذلك، تُعتبر أزوف واحدة من أكثر الوحدات شهرة بين الأوكرانيين للانضمام إليها، حتى مع انخفاض حوافز المدنيين للالتحاق بالقوات المسلحة. وهي تعتبر أكثر تنظيمًا مقارنة ببقية الفرق العسكرية وتُعرف بأنها المدافع الصامد عن أوكرانيا، خاصة بعد معركة ماريوبول في عام 2022.

تأسست أزوف كميليشيا تطوعية في عام 2014 لمقاتلة الانفصاليين المدعومين من روسيا، وكان بعض قادتها يتبنون آراء قومية متطرفة. وفي عام 2022، صنفتها روسيا كجماعة إرهابية، وظلت الولايات المتحدة لعدة سنوات ممتنعة عن تزويدها بالأسلحة بشكل مباشر.

ومع مرور الزمن، تغيرت أزوف خلال عقد من القتال المستمر. وفي الصيف الماضي، أدى تحقيق أمريكي إلى رفع حظر الأسلحة المفروض عليها بعد أن خلص إلى عدم ارتكابها لأي انتهاكات لحقوق الإنسان. وفي تلك الفترة، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بأنها على استعداد "للتعاون مع النازيين الجدد"، وهي اتهامات ينفيها أعضاء أزوف باعتبارها مجرد دعاية.

قال "كارل": "أفعالنا في ماريوبول غيرت الكثير"، مشيرًا إلى أن الفرقة كانت محاصرة في مصنع "آزوفستال" في مايو 2022، حيث استسلم نحو 2500 مقاتل بعد نفاد الذخيرة. يُعتقد أن حوالي 900 منهم ما زالوا محتجزين في روسيا.

اقرأ أيضا