تولي الدولة المصرية اهتماما كبيرا بمشروعات دعم وتطوير التعليم الفني في محافظة بورسعيد، من خلال المبادرات الهامة التي تطلقها، بهدف تعزيز قدرات الشباب لتزويدهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل، حيث تم إنشاء مدرسة ظهر التكنولوجية، التي تخصصت بمجال نظم تكنولوجيا المعلومات والشبكات، وتشغيل وصيانة معدات الطاقة، بالإضافة إلى الصيانة الكهربائية.
وتسعى الدولة إلى توفير تعليم متكامل يتضمن العلوم الأساسية والثقافية بالإضافة إلى الفنون التطبيقية، مما يمكّن الطلاب من التخصص في مجالات متميزة، لتصبح المدارس التكنولوجية بمثابة المصنع الذي يُصدر الفنيين المهرة أصحاب الكفاءات العالية إلى سوق العمل، لاعتمادها على الشريك الصناعي بجانب الوزارة في تقييم الطلاب وتأهيلهم للعمل المحلي والدولي.
تتضمن البرامج التعليمية في هذه المدرسة التدريب العملي المكثف، الذي يساعد الطلاب على اكتساب خبرات حقيقية تؤهلهم للعمل في القطاعات المختلفة، كما تسهم هذه الجهود في تطوير البيئة التعليمية، وتوفير فرص تدريب متقدمة، تتماشى مع متطلبات السوق المحلي والدولي، وتسعى الدولة من خلال هذه المبادرات إلى تحقيق التنمية المستدامة وتنمية القدرات البشرية، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة، ويعزز من فرص العمل، أو الالتحاق بالجامعات التكنولوجية أو المعاهد الفنية او الجامعات المصرية بعد إجراء المعادلة.
مدرسة ظهر التكنولوجيه تعزز القدرات المهنية للعمالة في مصر
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني في تصريحات خاصة، أن تطوير التعليم الفني أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز القدرات المهنية للعمالة في مصر، وذلك من خلال الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص، لتحسين جودة التعليم الفني وتلبية احتياجات السوق بشكل أكثر فعالية، وتعد مدرسة "ظهر التكنولوجيا" مثالاً جيدًا على هذا التعاون، لإعداد طلاب مدربين ومؤهلين للانخراط في سوق العمل، مؤكدا على نجاح المبادرة بعد تخرج الدفعة الأولى من طلابها، مما يُظهر نتائج إيجابية تشجع على المزيد من المبادرات المماثلة في المستقبل.
واضاف بصيلة أن مدرسة "ظهر التكنولوجية" من المبادرات الهامة التي تهدف إلى تعزيز وتطوير التعليم الفني في محافظة بورسعيد، وتم تمويل إنشاء المدرسة بواسطة شركة إيني الإيطالية والشركة المصرية القابضة للغازات الصناعية، مما يعكس إلتزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات المحيطة بمشروعات الطاقة، وذلك في إطار الجهود المستمرة التي بدأها مشروع حقل ظهر منذ عام 2017، والتي تشمل تنفيذ مجموعة من المبادرات الإجتماعية والصحية في المنطقة.
واوضح بصيلة، أن هذه المبادرات تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتعزيز جودة التعليم، وهو ما يسهم في تنمية المهارات الفنية وتحسين الفرص الوظيفية للشباب في بورسعيد، مشيرا إلى إن توقيع بروتوكول إنشاء مدرسة ظهر يمثل خطوة جديدة نحو تطوير التعليم الفني وتلبية احتياجات سوق العمل، مما يعزز من قدرة الشباب على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي.
التربية والتعليم تسعى إلى التوسع وزيادة عدد مدارس التكنولوجية
وتابع رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، أن وزارة التربية والتعليم تسعى إلى التوسع وزيادة عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية في جميع محافظات الجمهورية، مضيفا انه تقدم للالتحاق بمدرسة ظهر ما يزيد عن 1000 طالب وطالبة ممن أتموا الشهادة الإعدادية بمجموع يزيد عن 230 درجة من أبناء محافظات القناة ( السويس، بورسعيد، الإسماعيلية).
وأردف الدكتور عمر بصيلي أن البرتوكول الموقع يتضمن إنشاء 10 مدارس تكنولوجية تطبيقية، حيث يتم تطبيق المناهج في تلك المدارس وَفْقَ نظام الجدارات، وكذلك يتم تطوير وتشغيل ورفع كفاءة المدرسة، لتأهيل الطلاب وإكسابهم المهارات المدعومة بالتطبيق العملي؛ لتوفير عمالة فنية مؤهلة ومدربة قادرة على مواكبة سوق العمل.
مدرسة ظهر التكنولوجية مشروعًا ذو أثر كبير وممتد على المجتمع
وأكدت حنان الريحاني، الرئيس التنفيذي لأكاديمية السويدي الفنية، أن إختيار مشروع المدرسة التكنولوجية لإقامته في بورسعيد جاء انطلاقًا من كونه مشروعًا ذو أثر كبير وممتد على المجتمع، وتم جني ثمار النجاح مع تخريج أول دفعة من طلاب المدرسة، مشيرة إلى أن المدرسة تمثل نموذجًا إيجابيًا نحتاج إلى تكراره، ومن المتوقع الاغنتهاء من مدرستين جديدتين في دمياط والعلمين الجديدة بحلول العام المقبل 2025.
وكشفت حنان الريحاني، أن مدرسة ظُهر للتكنولوجيا التطبيقية في بورسعيد حققت نجاحا كبيرا بعد تخرج أول دفعة من طلابها، حيث تسعى المدرسة لتدريب وتأهيل الشباب من الجنسين في الفئة العمرية من 15 إلى 18 سنة، كما تستهدف جذب وتدريب ما لا يقل عن 264 طالب وطالبة سنويًا، على أن يكون منهم 20٪ على الأقل من الفتيات.
ولفت الرئيس التنفيذي لأكاديمية السويدي الفنية، الى أنه يصل إجمالي عدد الطلاب الذين تم منحهم فرصة تعليمية في مدرسة ظهر التكنولوجيه إلى 1056 طالب وطالبة خلال 4 سنوات هي فترة إتفاقية التعاون، سواء للتدريب على برامج التوظيف أو بناء قدرات القوى العاملة الحالية أو التدريبات للعاملين على نفقتهم الخاصة.
ظهر التكنولوجية تمثل خطوة هامة نحو تعزيز مهارات الشباب
وذكرت الريحاني، أن مدرسة ظهر التكنولوجية تمثل خطوة هامة نحو تعزيز مهارات الشباب في محافظة بورسعيد، مما يسهم في تحسين وتلبية احتياجات سوق العمل، وذلك من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية مطورة، حيث تستهدف هذه المدرسة إكساب الطلاب المهارات الفنية والتقنية اللازمة لسوق العمل، مما يعزز من قدرتهم على المنافسة ويزيد من فرص التوظيف المتاحة لهم.
وأشارت الرئيس التنفيذي لأكاديمية السويدي الفنية، إلى أن المدارس التكنولوجية أمثال مدرسة ظهر تعمل على توفير تدريب عملي ونظري في مجالات التكنولوجيا المطورة، مما يساعد الطلاب على اكتساب مهارات قوية تتماشى احتياجات الصناعة، والعمل بشكل وثيق مع الشركات المحلية لتحديد المهارات المطلوبة، وضمان أن المناهج الدراسي يواكب احتياجات السوق، مما يسهم في تقليل الفجوة بين التعليم وسوق العمل.
وأكملت الريحاني أن المدارس التكنولوجية تعمل على دعم النمو الاقتصادي، وتعد أجيال من المتخصصين المهنيين ليسهمون في زيادة الإنتاجية والكفاءة في مختلف القطاعات الصناعية، مما يعمل على تعزيز النمو الاقتصادي في مصر، وكذلك تزيد من فرص العمل المتاحة للشباب من خلال تأهيلهم بشكل جيد للوظائف المتوفرة في السوق المحلي والدولي.
مدرسة ظهر التكنولوجية تسعى لتلبية احتياجات سوق العمل
وفي سياق متصل أشادت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، بتخرج أول دفعة من مدرسة ظهر للتكنولوجيا التطبيقية ببورسعيد، التي تسعى لتلبية احتياجات سوق العمل من خلال توفير تعليم يتسم بالتخصص والعملية، حيث تعكس البرامج التعليمية المقدمة في هذه المدارس جهدًا حقيقيًا لتعزيز المهارات التقنية والعملية، مما يسهل على الطلاب الانتقال من التعليم إلى سوق العمل بنجاح، كما أن هذه المدرسة تعمل على تطوير المناهج الدراسية لتكون أكثر توافقًا مع التطورات التكنولوجية الحديثة، مما يزيد من فرص الطلاب في الحصول على وظائف مناسبة.
وقالت عبير أحمد، إن تخرج أول دفعة من مدرسة ظهر للتكنولوجيا التطبيقية ببورسعيد يُعد إنجازًا مهمًا، حيث يسهم في تزويد المجتمع بكفاءات مهنية قادرة على التفاعل مع متطلبات السوق، وتوفر مدرسة ظهر بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين النظرية والتطبيق مما يعزز من مستوى التنافسية لدى الخريجين، ويُساعد في تقليص نسبة البطالة بين الشباب، مشيرة إلى أن دعم مثل هذه المبادرات التعليمية يُعتبر استثمارًا في مستقبل أفضل للموارد البشرية في البلاد.
وأشارت مؤسسة إتحاد أمهات مصر إلى أن المدارس التكنولوجية الفنية مثل مدرسة "ظهر" تمثل نموذجًا تعليميًا متميزًا يسعى لسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي واحتياجات سوق العمل، وتوفير برامج تعليمية متخصصة تربط بين الجوانب النظرية والعملية، مؤكدة على أهمية دور أولياء الأمور في تشجيع أبنائهم على الالتحاق بهذه المدارس، حيث تقدم تجربة تعليمية شاملة تعزز من قدرة الطلاب على التكيف مع متطلبات العمل، بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه الدولة في جميع جوانب التعليم.
مطالب بضرورة التوسع في المدارس التكنولوجية
وطالبت عبير أحمد بالتوسع في إنشاء مدارس تكنولوجية تعزز المهارات التطبيقية لدى الطلاب وتلبي احتياجات سوق العمل، مثل مدرسة ظهر للتكنولوجيا التطبيقية، حيث يمكن أن تلعب دوراً مهماً في إعداد جيل مؤهل يستطيع مواجهة تحديات العصر الحديث، من خلال بناء شراكات مع الوزارات والمؤسسات والشركات، لتعزيز قدرة الاقتصاد المحلي على استيعاب الشباب وتوفير فرص عمل مستدامة، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للدولة.
واختتمت مؤسسة إتحاد أمهات مصر، أن مبادرة تأسيس مدرسة ظٌهر تسعى إلى تعزيز القدرات البشرية في مجالات التنمية وصناعة الطاقة، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة إيني الإيطالية ومؤسسة السويدي، حيث تحمل المدرسة اسم حقل غاز ظهر، الذي شهد نجاحًا منذ اكتشافه وإنتاجه عام 2017، وهو ما تحقق بفضل الكفاءات الفنية، وأحتفلت المدرسة بتخريج أول دفعة من الطلاب، مما يمثل خطوة مهمة نحو تطوير المهارات اللازمة لدعم قطاع البترول والطاقة في المستقبل.