نفّذت إسرائيل ضربات جوية ليلية في العاصمة السورية دمشق، أدت إلى اهتزاز النوافذ في أنحاء المدينة، مع استهدافها لمخازن وأسلحة متقدمة كانت قابلة للاستخدام من قِبل المتمردين بعد سقوط نظام الأسد. وأُسْمع دوي طائرة مسيّرة إسرائيلية تُحلق في سماء دمشق حتى ساعات متأخرة من الليل، قبيل تنفيذ الضربات الجوية.
وفي وقت سابق من اليوم، أشار سكان منطقة كنكر الواقعة جنوب دمشق إلى سماع ضربات إسرائيلية على أطراف قريتهم. وأفادوا بأن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى مسافة 25 كيلومترًا جنوب غرب دمشق أحد السكان صرّح لصحيفة الجارديان قائلاً: "إنهم يحاولون فرض حزام ناري [منطقة عازلة] بين سوريا وإسرائيل".
ووفقًا لما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أكدت مصادر رسمية أن إسرائيل لن تتوغل خارج نطاق المنطقة العازلة التي كانت محددة بين سوريا وإسرائيل، على الرغم من أن الدبابات الإسرائيلية كانت قد عبرت بالفعل تلك الحدود.
فيما يتعلق بالتحديات اليومية التي تواجه سكان دمشق، فقد تسببت الضربات في انقطاع خدمات الإنترنت عن العديد من أحياء المدينة، نتيجة نقص الوقود اللازم لشركات الاتصالات. ويواجه النظام المصرفي السوري تحديات كبرى، إذ لا يزال مُجمّدًا، ما يترك الاقتصاد في حالة ركود حادة.
وفيما يخص العملة السورية التي لا تزال تحمل شعار نجمتين من عهد الأسد، يظل مصيرها مُفتقرًا للوضوح. يُذكر أن الأسعار لا تزال غير مستقرة في الأسواق، ولا يوجد اتفاق بين السكان حول سعر الصرف الثابت.
وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، أبدى السكان أملهم في تجاوز الأزمة. باسل، الذي يدير متجرًا للملابس في السوق القديمة بدمشق، قال للغارديان: "سأعيد فتح متجري اليوم، سنعود للعمل والأمل في التحسن موجود". وتُظهر المدينة حالة من الهدوء الحذر، حيث ينتشر عناصر هيئة تحرير الشام في أرجاء العاصمة، خاصة في محيط المؤسسات العامة.
في ضواحي دمشق، تبدو الحياة أكثر وضوحًا. سكان مدينة دوما، التي عرفت بمجزرة الهجمات الكيميائية التي شنّتها قوات الأسد في عامي 2013 و2018، يُرحّبون بعودة النازحين من شمال سوريا بعد سنوات من التشريد. وفي مشاهد تُظهر الأمل، أُعيد افتتاح المتاجر، واصطف السكان خارج مطاعم الشاورما لاستقبال ساندويتشات تُوزّع للعائلات المُفرحة بعودة الحياة إلى مدينتهم المُدمرة.
هذا التباين بين دمشق وضواحيها يُبرز التحديات الكبرى التي تواجه سوريا، بينما تستمر التوترات الإقليمية في التأثير على مصير السكان ومستقبل البلاد.