ما هي تداعيات تراجع النفوذ الإيراني في سوريا على التحالفات الإقليمية ومستقبل المنطقة؟ (خاص)

باحث في الشأن الإيراني لـ"بلدنا اليوم

الاثنين 09 ديسمبر 2024 | 04:03 مساءً
العلاقات السورية الإيرانية
العلاقات السورية الإيرانية
كتب : بسمة هاني

تشهد العلاقات السورية الإيرانية تطورات ملحوظة في ظل تغيرات ميدانية كبيرة في سوريا وتأثيرات الأحداث السياسية على هذا التحالف الإقليمي، على الرغم من أن إيران كانت حليفًا رئيسيًا للنظام السوري طوال سنوات الحرب إلا أن الوضع العسكري والسياسي في سوريا قد تغير بشكل كبير، مما يهدد استمرارية هذا التحالف الاستراتيجي.

النفوذ الإيراني في سوريا التراجع والتحديات

كان المشروع الإيراني في سوريا يعتمد بشكل رئيسي على السيطرة على عدة نقاط استراتيجية تربط إيران بسوريا عبر العراق، في إطار ما يسمى بـ "الهلال الشيعي"، ومع تقدم الأحداث العسكرية على الأرض، تعرض هذا المشروع لعدة تحديات، أبرزها تراجع السيطرة على مناطق استراتيجية مثل البوكمال وتدمر والقصير.

هذه المدن كانت تشكل نقاطًا أساسية في الخطوط العسكرية التي تربط طهران بدمشق تزامن ذلك مع الضغوط التي مارستها الضربات الجوية الإسرائيلية التي إستهدفت مواقع إيرانية في سوريا، وتقدم فصائل المعارضة المسلحة التي ساهمت في تقليص النفوذ الإيراني.

مدينة البوكمال: تقع في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية، وهي نقطة محورية في الخط الواصل بين طهران ودمشق. لكن العمليات العسكرية التي نفذها مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية أدت إلى السيطرة على مناطق واسعة في المنطقة، مما أفقد إيران هذه النقطة الاستراتيجية.

مدينة تدمر: تعتبر معبرًا مهمًا للميليشيات الإيرانية. مع تقدم الفصائل المسلحة نحو حمص، تقلصت قدرة إيران على استخدام تدمر كقاعدة عملياتية هامة.

التحولات في علاقة إيران وحزب الله

وفي هذا السياق تقدم بلدنا اليوم تحليلا لعلاقة إيران بالاحداث في سوريا

يري الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية الأستاذ أسامة حمدي،

أن إيران خسرت أحد حلفائها الاستراتيجيين الرئيسيين في سوريا مع تراجع نفوذ النظام السوري، مما سيؤثر على قدرتها على دعم حزب الله اللبناني. الحزب كان يعتمد على إمدادات الأسلحة الإيرانية عبر سوريا، وفي حال سقوط النظام السوري، سيكون من الصعب على إيران توفير هذه الإمدادات للحزب، هذا التطور يضعف قدرة حزب الله في مواجهاته المستقبلية، خاصة مع إسرائيل

ولفت حمدي إلي أن تتداخل القوى الدولية والإقليمية في النزاع السوري، حيث تُظهر الولايات المتحدة دعمها للمجموعات المسلحة التي تقاتل ضد النفوذ الإيراني.

بينما أكد حمدي أن إسرائيل تسعي إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، على سبيل المثال، عملت إسرائيل على تقليص القدرة الإيرانية على دعم حزب الله من خلال تدمير مخازن الأسلحة الإيرانية في سوريا، كما تسعى لتوسيع سيطرتها على أراضٍ جديدة في هضبة الجولان السورية بحجة تعزيز أمنها ضد الهجمات المستقبلية.

وقال حمدي أن تركيا تواصل تعزيز نفوذها في الشمال السوري من خلال دعم المجموعات المسلحة، بما في ذلك جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، لتوسيع مناطق سيطرتها وتعزيز دورها كقوة رئيسية في المنطقة.

وقال حمدي على الرغم من تحالفات إيران والنظام السوري، فإن الحرب السورية قد شهدت صراعات بين العديد من الفصائل المسلحة، من بينها داعش وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام.

وأشار أن هذا التنوع والتباين بين هذه الفصائل قد يؤدي إلى صراعات جديدة حول تحديد هوية ومصير الدولة السورية المستقبلية.

وأكد حمدي علي أن التطورات الأخيرة في سوريا أن إيران قد تكون الخاسر الأكبر في هذا الصراع، حيث يواجه نفوذها تراجعًا كبيرًا في سوريا مع تقدم المعارضة المسلحة.

كما أن تراجع دعم النظام السوري سيؤدي إلى تقليص قوتها العسكرية في المنطقة. وفي حال سقوط الأسد، قد يواجه حزب الله تحديات كبيرة في تلبية احتياجاته من الأسلحة والمساعدات الإيرانية، مما يضعف قدرته على مواجهة التهديدات المستقبلية في لبنان.

ومن جانب آخر، إسرائيل وتركيا قد تظفران بمكاسب استراتيجية من تراجع النفوذ الإيراني في سوريا، حيث تسعى الأولى إلى توسيع سيطرتها في هضبة الجولان، بينما تعمل الثانية على تعزيز سيطرتها في الشمال السوري.

اقرأ أيضا