ترامب يعد زيلينسكى بالسلام من خلال القوة .. هل يستطيع الوفاء؟

تُعتبر الحروب التي تشنها موسكو انعكاسًا لطموحات إمبراطورية عتيقة لا تزال تتشبث بماضيها. وإذا كان لوعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتحقيق السلام من خلال القوة أي معنى حقيقي، فعليه مواجهة هذه الحقيقة بوضوح.

وعد بالسلام الحاسم

خلال حملته الانتخابية، كرر ترامب وعده بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة عبر التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذا التصريح أثار جدلًا واسعًا، حيث يخشى البعض أن تأتي هذه التسوية على حساب أوكرانيا. ورغم تعديل نبرة تصريحاته بعد فوزه، فإن ذكريات تصريحاته السابقة لا تزال مصدر قلق.

في خطابه قال ترامب: "معًا، سنحقق السلام من خلال القوة، ونجعل أمريكا والعالم أكثر أمانًا!" هذه العبارة تعكس استراتيجيته التي تعتمد على قوة حاسمة ومدروسة لإنهاء الحرب الروسية وإعادة الاستقرار العالمي.

جذور الحروب الروسية

تاريخيًا، لا تمثل الحروب الروسية في الشيشان وجورجيا وأوكرانيا أحداثًا استثنائية، بل هي امتداد طبيعي لإمبراطورية لم تتخلَّ عن إرثها الاستعماري. هذه الحروب نابعة من عقلية توسعية ترى في القمع والاحتلال أدوات أساسية لبقاء النظام.

إخفاقات الغرب

ولفتت صحيفة الغارديان البريطانية ان الغرب الذى شجع روسيا على التصعيد. من غزو جورجيا عام 2008 دون رد غربي واضح، إلى إسقاط الطائرة الماليزية MH17 عام 2014، وصولًا إلى دعم موسكو لبشار الأسد عام 2015، لم يُظهر الغرب سوى ضعف وتردد، ما عزز ثقة الكرملين بقدرته على تجاوز الخطوط الحمراء.

إشارات من فريق ترامب

تعيين الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ كمبعوث خاص لشؤون روسيا وأوكرانيا يشير إلى اعتماد ترامب نهجًا يجمع بين الدعم العسكري والدبلوماسي. ومع ذلك، تعتمد فعالية هذه السياسة على إدراك عميق للطموحات الروسية التي تتجاوز المصالح الوطنية إلى الحفاظ على مشروعها الإمبراطوري.

التناقضات في الذهنية الروسية

تُبرز المقالة التى نشرت صباح الإثنين فى الغارديان أن التناقض الذي يميز العقلية الروسية: شعب مستعبد داخليًا ولكنه يتصرف كمستعمر خارجيًا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن جزءًا كبيرًا من الروس يبررون استخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا، وهو ما يعكس قسوة النظام وعمق الأيديولوجيا الإمبريالية.

خطة زيلينسكي ..  رؤية جريئة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قدم خطة جريئة لإنهاء "المرحلة الساخنة" من الحرب، تشمل وقف إطلاق النار وانضمام أوكرانيا إلى الناتو. كما شدد على أن أوكرانيا لن تتنازل عن أي من أراضيها إلا بموافقة شعبها.