صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان أليوم الأحد ، بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "انهار"، مشيرًا إلى أن السيطرة على سوريا تشهد تغييرات جذرية.
وفي كلمته خلال منتدى الدوحة، قال فيدان: "النظام السوري انهار، والسيطرة على البلاد تنتقل بين أيدٍ مختلفة". وأضاف: "ما نشهده اليوم ليس وليد اللحظة. فقد دخلت سوريا في حالة اضطراب منذ 13 عامًا، مع اندلاع الحرب الأهلية إثر قمع النظام للاحتجاجات الشعبية في عام 2011".
الدور التركي في المشهد السوري
لطالما دعمت تركيا قوى المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بنظام الأسد المدعوم من إيران وروسيا. وأبرز فيدان قلق أنقرة من وجود ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في شمال سوريا، التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) المسؤول عن تمرد استمر أربعة عقود ضد الدولة التركية.
التصعيد التركي وهيئة تحرير الشام
بحسب تحليل لباتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي لصحيفة "الغارديان"، أدى رفض الأسد التفاوض مع تركيا طالما أن قواتها موجودة على الأراضي السورية إلى تصعيد التوترات بين الجانبين. وفي هذا السياق، منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضوءًا أخضر ضمنيًا لجماعة "هيئة تحرير الشام" (HTS) الشهر الماضي لتنفيذ هجمات ميدانية حققت نجاحات كبيرة في حلب، وصولًا إلى مدينة حمص.
ومع أن "هيئة تحرير الشام" الإرهابية تُعد القوة الأبرز في المعارضة المسلحة، لا تزال أنقرة تواجه تحديات في السيطرة عليها. فحتى الآن، لم تتمكن تركيا من ضمان إنهاء الهجمات التي أصبحت أكثر فاعلية مما توقعه المراقبون وحتى الجماعة نفسها.
تحديات مزدوجة في الشمال السوري
تشعر أنقرة بالقلق إزاء الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعمل تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية (SDF). وتعتبر تركيا هذه القوات امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، مما يزيد من تعقيد المشهد في شمال سوريا.
تركيا الآن أمام معضلة: إذ تجد نفسها عالقة بين دعم جماعات معارضة لا يمكن السيطرة عليها بالكامل، ومواجهة النفوذ الكردي المدعوم دوليًا. ومع استمرار التحولات الميدانية، يبقى مستقبل سوريا محفوفًا بالتحديات، حيث تتصارع قوى إقليمية ودولية على النفوذ.