بدأت صناعة السكر في مصر تشهد نقلة تطور ملحوظة مع إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص التاريخي، والذي يعد أحد أهم مصانع السكر في البلاد، فإن هذا الحدث الهام يحمل في طياته العديد من الآثار الإيجابية على الاقتصاد المصري والمزارعين على حد سواء.
ومن أهم الأسباب وراء إعادة التشغيل، الدعم الحكومي، إذ تلقت عملية إعادة تشغيل المصنع دعماً كبيراً من الحكومة المصرية، والتي وفرت التمويل اللازم لإصلاحاته وتحديثه، أهمية المصنع التاريخية.
ويمثل مصنع أبو قرقاص جزءاً هاماً من التراث الصناعي المصري، لذا كان هناك إصرار على إعادة تشغيله والحفاظ عليه، تطوير الصناعات التكاملية: يرتبط إنتاج السكر بالعديد من الصناعات الأخرى، مثل إنتاج الكحول والورق. لذا، فإن إعادة تشغيل المصنع ستساهم في تطوير هذه الصناعات.
ومن التحديات التي تواجه المصنع، توفير كميات كافية من القصب، إذ يتطلب تشغيل المصنع بقدرته الكاملة توفير كميات كبيرة من قصب السكر، مما يتطلب تخطيطاً زراعياً جيداً وتعاوناً بين المصنع والمزارعين، التغيرات المناخية، قد تؤثر التغيرات المناخية على إنتاجية محصول القصب، مما يمثل تحدياً إضافياً للمصنع.
ومع إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص، يمكن القول إن صناعة السكر في مصر تشهد مرحلة جديدة من النمو والتطور، ومع مواجهة التحديات والعمل على تطوير الإنتاجية، يمكن للمصنع أن يلعب دوراً محورياً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر وتلبية احتياجات السوق المحلية.
أبو الفتوح: أبو قرقاص.. دفعة قوية للإنتاج المحلي
يقول الدكتور جمال أبو الفتوح وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم"، أنه في خطوة تعزز من مكانة مصر في إنتاج السكر وتلبية احتياجات السوق المحلي، سيتم استئناف تشغيل مصنع أبو قرقاص بالمنيا لاستقبال محصول القصب خلال الموسم الحالي، معرباً عن تفاؤله بموسم إنتاج السكر الحالي، مؤكداً أن إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص، الذي كان يقتصر في الموسم السابق على استقبال البنجر فقط، تمثل دفعة قوية للإنتاج المحلي وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر.
أسباب التوقف والعودة
وأوضح النائب أن قرار وقف المصنع كان بسبب قلة انتاج قصب السكر، وإعادة تشغيل المصنع واستقبال القصب في الموسم الحالي جاء نتيجة لعدة عوامل، منها التغيرات في أنماط الزراعة وانتشار أنواع جديدة من القصب ذات إنتاجية أعلى، بالإضافة إلى سعي الدولة لتحقيق التوازن بين إنتاج السكر والبنجر، ومع ذلك، فإن الحاجة إلى زيادة الإنتاج المحلي من السكر وتقليل الاعتماد على الاستيراد دفعت إلى إعادة تشغيل المصنع.
أنواع جديدة من القصب وزيادة الإنتاجية
وشدد أبو الفتوح على أهمية الأنواع الجديدة من القصب التي تتميز بزيادة الإنتاجية وقصر فترة الزراعة، مؤكداً أنها تساهم في رفع كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف، مضيفاً أن هذه الأنواع الجديدة تعود بالنفع على المزارعين من خلال زيادة دخلهم وتحسين مستوى معيشتهم.
تأثير إعادة التشغيل على الاقتصاد
وأكد النائب أن إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص ستؤدي إلى تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية، من أهمها، توفير العملة الصعبة، حيث سيساهم الإنتاج المحلي في تقليل الحاجة إلى استيراد السكر، وتعزيز الأمن الغذائي، من خلال توفير كميات كافية من السكر لتلبية احتياجات السوق المحلي، وتوفير فرص عمل، حيث سيعود العاملون في المصنع إلى أعمالهم، مما يساهم في تحسين الأوضاع المعيشية في المنطقة، دعم الصناعة المحلية، من خلال توفير مادة خام أساسية للعديد من الصناعات.
سعر توريد القصب والتحديات المستقبلية
وعن سعر توريد القصب، أكد أبو الفتوح أن السعر قابل للمراجعة والتعديل خلال الموسم الحالي، وذلك بناءً على عدة عوامل منها تكاليف الإنتاج والطلب والعرض في السوق، مشيراً إلى أن هناك بعض التحديات التي تواجه قطاع السكر في مصر، مثل تغير المناخ وندرة المياه، مما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لتطوير أساليب الزراعة والإنتاج.
واختتم النائب جمال أبو الفتوح وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ حديثه قائلاً: إن إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص تمثل خطوة مهمة في مسيرة التنمية الزراعية والصناعية في مصر، وتؤكد على حرص الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
الفندي: أبو قرقاص يقربنا من الاكتفاء الذاتي من السكر
ويقول المهندس حسن الفندي، رئيس شعبة السكر، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" حول قرار إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص للسكر، مؤكداً أن هذا القرار يمثل نقلة نوعية في صناعة السكر المصرية، خاصة مع اقتراب موسم حصاد قصب السكر.
أوضح الفندي أن إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص سيؤدي إلى استقبال كميات كبيرة من قصب السكر وإنتاج كميات إضافية من السكر المحلي، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتلبية احتياجات السوق المحلي.
وأكد الفندي أن هذا القرار يأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة الاستفادة من كافة الإمكانيات المتاحة وزيادة الإنتاج المحلي، مشيراً إلى أن هناك 7 مصانع أخرى في منطقة القبلي تنتج قصب السكر، مما يزيد من أهمية هذا القرار.
تأثير إعادة التشغيل على أسعار السكر:
توقع الفندي أن يؤدي زيادة الإنتاج المحلي من السكر إلى استقرار الأسعار وتقليلها، حيث من المتوقع أن يتراوح سعر كيلو السكر بين 30 و 35 جنيهاً، وهو سعر عادل يعكس التكلفة الإنتاجية.
الاعتماد على الإنتاج المحلي:
أشار الفندي إلى أن الدولة تعاقدت على استيراد مليون طن من السكر، ولكن مع زيادة الإنتاج المحلي من المتوقع أن يقل حجم الاستيراد في الموسم المقبل، بعد مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، ويعتبر قرار إعادة تشغيل مصنع أبو قرقاص خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير العملة الصعبة.
الشافعي: أبو قرقاص خطوة إيجابية نحو المستقبل
أشاد الدكتور خالد الشافعي، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، بإعادة افتتاح مصنع سكر أبو قرقاص، مؤكدًا أن هذا الإجراء خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، موضحاً أن الوقت قد حان لإعادة النظر في السياسات المتبعة، والابتعاد عن أي خطوات لا تساهم في تحقيق المصلحة العامة، وأكد أن الهدف الأساسي يجب أن يكون تحقيق النفع للجميع، وتعزيز الاقتصاد المصري، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي من السكر.
وشدد الخبير الاقتصادي على أهمية هذا المشروع في دعم الصناعة المحلية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، بالإضافة إلى تلبية احتياجات السوق المحلية من السكر وخفض الاعتماد على الاستيراد، لافتاً إلى أن أهمية إعادة فتح المصانع تتمثل في تعزيز الأمن الغذائي: يساهم في توفير محصول أساسي مثل السكر، مما يعزز الأمن الغذائي للبلاد ويقلل من الهشاشة الغذائية، خلق فرص عمل، إذ يعمل على توفير فرص عمل جديدة للشباب، مما يساهم في الحد من البطالة وتحسين المستوى المعيشي للسكان، تحفيز الاقتصاد المحلي: يحفز الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الإنتاج وتنشيط الحركة التجارية، وتطوير الصناعة المحلية: يساهم في تطوير الصناعة المحلية وزيادة قدرتها التنافسية.
ودعا الدكتور خالد الشافعي إلى ضرورة استخلاص العبر من التجارب السابقة، والعمل على وضع سياسات اقتصادية رشيدة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن إعادة فتح مصنع أبو قرقاص هو بداية الطريق لتحقيق هذا الهدف.