خبير اقتصادي: التعاون مع إيطاليا زراعيًا يُعزز قدرة مصر على مواجهة التصّحر
خبير اقتصادي يكشف المكاسب المُشتركة لمصر وإيطاليا من التعاون الزراعي
مسارات عدة تسلكها الدولة المصرية لتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية في مجال الزراعة ،تبلور هذا من خلال التعاون مع بعض الدول الرائدة في مجال الزراعة وعلى رأسها إيطاليا التي تمتلك خبرة كبيرة في مجال تكنولوجيا الزراعة الحديثة والتصنيع الزراعي والنباتات الطبية والعطرية ,ومع تميُّز مصر بمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتوافر الأيدي العاملة تسعى لتطوير منظومات الري الذكية لتقليل استهلاك المياه وزيادة الكفاءة الزراعية بما يُحقق الاستفادة المُثلى للدولتين.
وقبل أيام التقى علاء فاروق وزير الزراعة المصري مع نظيره الإيطالي فرانسيسكو لولوبريجيدا لبحث آفاق التعاون في مجال الزراعة والأمن الغذائي وتبادل الخبرات بين الدولتين.
وفي هذا السياق أكّد الدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، أن التعاون بين مصر وإيطاليا في القطاع الزراعي يمثل خطوة مهمة نحو تطوير تقنيات الري المستدام.
وأوضح لـ"بلدنا اليوم" أن مصر تسعى للاستفادة من الخبرات الإيطالية لتحسين كفاءة استخدام مياه الري عبر تطبيق تقنيات حديثة لترشيد المياه وتقليل كمياتها، مما يساهم في الحفاظ على الموارد المائية وزيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة تصل إلى 20٪، وهو ما يعزز الأمن الغذائي ويحقق استدامة الإنتاج الزراعي.
وأضاف موسى في تصريح لـ"بلدنا اليوم" أنه تم الاتفاق بين مصر وإيطاليا على إعداد خريطة زراعية تشمل المحاصيل المصرية ذات الميزة التنافسية عالمياً، مثل المانجو "الإسماعلاوي" والفراولة، مما يفتح آفاقاً جديدة لتصديرها للأسواق الخارجية.
وأشار إلى أن الوكالة الإيطالية ستُنفذ مشروعات ممولة من الاتحاد الأوروبي لدعم قطاع الزراعة في مصر، وتشمل مجالات الري، والإنتاج الحيواني، والإرشاد الزراعي.
وأكمل موسى أن التعاون مع الجانب الإيطالي سيمتد إلى إنتاج التقاوي، وتنمية الاستزراع السمكي، والاستثمار الزراعي المتكامل، وخاصةً في عدد من المحاصيل التصديرية كالمانجو والموالح.
وأشار موسى إلى أن الجانب الإيطالي ساهم في مشروعات أخرى من خلال برنامج "مبادلة الديون"، منها مشروع "إنشاء صوامع حقلية ونظام تكنولوجيا المعلومات لإدارة القمح" بتكلفة 416.7 مليون جنيه، ومشروع " الاستزراع السمكي في مصر" بقيمة 138.9 مليون جنيه.
وأكّد أن إيطاليا تربطها بمصر علاقات تاريخية عميقة، وهي إحدى الدول الكبرى المصدّرة والمنتجة للمحاصيل الزراعية، وتتميز باستخدامها للتكنولوجيا الحديثة التي تعزز الإنتاجية. وفيما يتعلق بمبادرة "سوق اليوم الواحد" التي أقيمت في محافظة الإسكندرية، أوضح موسى أنها إحدى الأسواق التي تتبناها إيطاليا في مصر بهدف زيادة أرباح المزارعين وتقديم المنتجات الزراعية للمستهلكين بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى تقليل عدد الوسطاء.
كما أكّد الدكتور خالد عبده أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة ,أن التعاون المصري الإيطالي يمثل إضافة إيجابية للاقتصاد، كونه شكلاً من أشكال الدعم الموجّه لبعض القطاعات، بما ينعكس إيجاباً على الأداء الاقتصادي على المدى الطويل، شريطة مراقبة المشروعات المنفذة وقياس مردودها وكفاءتها بانتظام.
وأشار في حديثه لـ"بلدنا اليوم" أن أزمة شح المياه والتغير المناخي من أهم التحديات المتوقعة لمصر في المستقبل، حيث يمكن الاستفادة من الخبرات الإيطالية في إدارة المياه، ومكافحة التصحر، وتطوير أصناف زراعية تتحمل الجفاف والإجهاد الناتج عن ملوحة التربة وندرة المياه.
وأضاف أن مصر وإيطاليا تتشابهان في ظروفهما الإنتاجية لبعض المحاصيل كما أن هناك سلالات جديدة في إيطاليا تصلح للزراعة في مصر وخصوصًا في مجال الخضروات التي تستورد مصر كميات كبيرة جدًا من تقاويها كل عام بالإضافة إلى تقاوى محاصيل أخرى مثل البقوليات والمحاصيل الزيتية.
وأشار أن التعاون المصري الإيطالي في مجال الزراعة سيخلق غرص عمل جديدة للمصريين إذا تم الاستفادة من الخبرات الايطالية فى مجال تطوير الصناعات الزراعية والصناعات الغذائية والعمل على تحسين سلاسل القيمة الإمداد مثل التقاوي والأسمدة والمبيدات وخدمات النقل.
الدكتور سعيد سليمان أستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق ,قال إن زيارة وزير الزراعة الإيطالي لمصر تُمثّل بداية لفتح آفاق التعاون المصري الإيطالي في مجال الزراعة خاصة مع إهتمام القيادة الساسية المصرية و وعيها بأهمية تطوير الزراعة في مصر من أجل زيادة الحاصلات الزراعية و تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.
وكشف عن أوجه الاستفادة التي تعود على مصر من التعاون مع إيطاليا من خلال تبنّي الميكنة الزراعية المتطورة التي تعتمد عليها إيطاليا في تحقيق فائض تصديري كبير,مشيرًا أن التقنيات الحديثة، مثل الري المحوري (البيفوت) والآلات الزراعية المتقدمة، تسهم في إدارة مساحات زراعية شاسعة بكفاءة، بداية من مرحلة الزراعة والتسميد، ومكافحة الآفات،حتى الحصاد.
وأوضح أن التوجّه نحو التكنولوجيا الزراعية المتقدمة ضروريًا لمصر، خاصة في مشاريعها الزراعية الحديثة مثل مشروع "مستقبل مصر"، والذي يساعد على زيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الأساسية، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية المصرية في الأسواق العالمية
وأكّد أن إيطاليا، يمكنها الاستفادة من التعاون مع مصر في مجال الزراعة من خلال الوصول إلى الأصناف المصرية عالية الجودة، مثل الأرز المصري "عرابي