مرشح «خسارة» الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. كيف أوقعت هاريس ترامب بفخ النيران الصديقة؟

الجمعة 01 نوفمبر 2024 | 07:44 مساءً
كتب : عاطف صبيح

بينما تخطو المرشحة الديمقراطية لـ انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بخطى ثابتة نحو البيت الأبيض، يتخبط دونالد ترامب المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق، حتى إنه صار حاليًّا رد فعل لأفعال هاريس، بل إنها نجحت في أن تجعله أقوى الداعمين لها من خلال استفزازه الذي يكون دائما لصالحها، وتظفر بـ "النيران الصديقة".

برنامج 60 دقيقة الطريق لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024

قراءة هاريس لنفسية ترامب، التي تمثل نقطة ضعفه، وفي ذات الوقت نقطة قوتها، جعلتها تجيد إدارة الصراع للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما ظهر جليا في آخر رد فعل له على لقائها ببرنامج "60 دقيقة"، الذي يحظى بمصداقية ليس في الولايات المتحدة وحدها، بل في العالم أجمع؛ لذا فهو من أهم الطرق الممهدة للفوز بالانتخابات الأمريكية.

ترامب يقع في فخ هاريس

وقع ترامب في فخ هاريس عندما هاجم القناة، ورفع دعوى قضائية ضدها؛ ليظهر أمام المواطنين الأمريكيين أن موقفه ضعيف، أو على الأقل مهتز، ويستعيدوا الجولة السابقة في سباق الانتخابات الأمريكية، وهي المناظرة التي تمت بين ترامب وهاريس، وحسمتها نائبة الرئيس لصالحها، بعد أن أفشلت كل أسلحته الهجومية، وحصلت على العلامة الكاملة.

ماذا يفعل ترامب حاليا قبل الانتخابات الرئاسية في أمريكا؟

يصغي لأعوانه في أفكارهم التي تخصم من رصيده، فمعاداة شبكة سي بي إس (CBS) الأمريكية وبرنامجها "60 دقيقة"، الذي حقق 17.4 مليون مشاهدة عام 2020، عندما استضاف ترامب وجو بايدن، وكان له دور حاسم في الانتخابات الرئاسية السابقة بالولايات المتحدة الأمريكية، لا يُقدم عليها أي مرشح يريد تجميع أصوات.

تفاصيل قضية ترامب ضد قناة سي بي إس

اليوم رفع ترامب دعوى على القناة الأشهر والأخطر في التأثير على المواطن الأمريكي وصناع القرار، يطالبها فيها بـ 10 مليارات دولار؛ لاتهامه إياها بالتلاعب في اللقاء الذي استضاف خصمته الديمقراطية هاريس أوائل أكتوبر الماضي، ومحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 والتأثير على الناخبين لصالح هاريس.

هكذا أقنعه مستشاره القانوني، مؤكدا له أن الحلقة المذاعة مع نائبة الرئيس الأمريكي غير قانونية؛ لتدخلها في سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية بتضليل الناخبين وترجيح الكفة لصالح منافسته، وذلك وفقا لواشنطن بوست.

خطوة استراتيجية لا سند قانوني لها

ورغم أن مراقبين أكدوا أن دعوى ترامب ضد هاريس ما هي إلا خطوة استراتيجية، ولن ترقى لأن تكون قانونية، حيث يرون أن قضية ترامب سيتم إحالتها إلى قاضٍ محافظ، بما يعني أنها مجرد خطوة سياسية من مرشح الرئاسة الأمريكية، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق بطبيعته الاندفاعية تقدم بالدعوى في المحكمة الجزئية الأمريكية بالمنطقة الشمالية من ولاية تكساس ضد القناة.

تحيز برنامج 60 دقيقة لهاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024

وجاء في مذكرته أن مقدم البرنامج سأل المرشحة لانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس عن موقفها تجاه إسرائيل ومواصلتها الحرب على غزة ولبنان، والقناة أذاعت مقطعين مختلفين من إجابة هاريس خلال يومين متتاليين، وطالب ترامب القناة بأن تنشر نص اللقاء كاملا.

رد شبكة سي بي إس على ترامب

وردت شبكة سي بي إس على اتهامات ترامب بأن قراراتها التحريرية تندرج تحت حرية الصحافة و التعبير، وأن تقسيم أجزاء من أي لقاء بما يتماشى مع وقت البرنامج أمر عادي وشائع.

وأكدت أن القضية التي رفعها ترامب وهمية؛ لأنها غير صحيحة، وليس لها أي سند قانوني، مشددة على أنها ستتصدى لها بقوة.

وكشفت الشبكة أنها كانت قد اتفقت مع ترامب على أن تستضيفه في نفس البرنامج، ولكنه تراجع.

صدامات ترامب مع الإعلام الأمريكي

سلوك الرئيس السابق العدائي للشبكة والإعلام عموما ليس جديدا ، فسبق وهاجم القناة أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية، وهدد بإلغاء تراخيص بثها إذا فاز في الانتخابات.

ومن الدعاوى التي رفعها ترامب على المؤسسات الإعلامية الأمريكية دعوى تشهير ضد قناة إيه بي سي نيور (abcNEWS) في شهر مارس الماضي، وقبلها خسر دعاوى بنفس الاتهام ضد سي إن إن (CNN) وصحيفة واشنطن بوست وصحيفة نيويورك تايمز.

الخلاصة

ليس برنامج 60 دقيقة بالسذاجة التي ظهرت أمام الجميع؛ ليتحيز بشكل واضح لهاريس، حتى إن بعض العاملين بالقناة تقدموا بطلب للتحقيق مع القائمين على برنامج "60 دقيقة"، ولكن مرشحة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعبت بسياسة "الضربة المزدوجة"، ووفقًا لنظرية الاحتمالات فأمام ترامب أحد أمرين: إما أن يسكت على التحيز، فيؤكد صحته، وإما أن يتخذ إجراء ضد هذا التحيز، فيخسر البرنامج الموصل للبيت الأبيض، وهو ما فعله، وما أوقع ترامب في الفخ طبيعته الحرارية، ولأنه كما ذكرنا صار "رد فعل"، وليس فاعلاً. إنها السياسة التي كان أصدق تعريف لها أنها "لعبة قذرة".