تنتظر مصر زيارة بعثة صندوق النقد الدولي مطلع نوفمبر المقبل والتي يجرى خلالها مراجعة شروط البرنامج المتفق عليه بالإضافة لإتمام المراجعة الرابعة لصرف الشريحة المقدرة بنحو 1.3 مليار دولار.
المراجعة الرابعة تأتي بعد مشاركة مصر في اجتماعات البريكس بلس، والتي تسعى مصر من خلاله لفك الارتباط مع العملة الأمريكية المسيطرة على الاقتصاد العالمي.
صندوق النقد الدولي آداة للسيطرة على الاقتصادات الناشئة
قال الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، إن الولايات المتحدة تستطيع التحكم في مسار الاقتصاد العالمي من خلال دورها الفاعل والمهيمن في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كأدوات صنعتها للسيطرة على الاقتصادات الناشئة منذ اجتماعات بريتون وودز في أربعينيات القرن الماضي.
وأكد أن صندوق النقد استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في إغراق الدول وخلق أزمات تمويلية تعوق تحقيق التنمية الاقتصادية المستهدفة.
وأضاف خضر في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أن الصراع الاقتصادي بين الكتلة الغربية والشرقية تصاعد لمستويات غير مسبوقة خلال الأعوام القليلة الماضية، والولايات المتحدة الأمريكية تحاول جاهدة في الحفاظ على هيمنة وسيطرة الدولار كعملة رئيسية مقبولة لدى دول العالم في مواجهة سعي تكتل البريكس وغيرها لإصدار عملة جديدة من شأنها تقليل الطلب على العملة الأمريكية، مضيفًا أن ارتفاع أسعار السلع المختلفة يأتي بالمقام الأول من ارتفاع قيمة الدولار المستخدم في 90% تقريبا من عمليات التجارة الدولية.
الانضمام لمجموعة البريكس لأسباب اقتصادية
وأكد أن انضمام مصر لمجموعة البريكس يأتي لأسباب اقتصادية بالمقام الأول وعلى الرغم من تأخر البريكس في إصدار عملة موحدة لأعضائه منذ إطلاقه في 2008 أو التوسع في التبادل بين أعضائه بالعملات المحلية بسبب مصالح الصين أكبر حائز للدولار، إلا أن الصراع الحالي يبشر بتسريع الخطوات نحو العملة الموحدة.
مباحثات مصر مع صندوق النقد الدولي
ومن المتوقع أن تدور المباحثات مع بعثة صندوق النقد الدولي خلال الزيارة المرتقبة عن تأثير بنود الاتفاق الموقع على الطبقات الأقل دخلا وفق توجيهات الرئيس السيسي الأخيرة للحكومة.
كما سيتطرق الاجتماع إلى توقيتات تنفيذ البنود الخاصة برفع الدعم عن المواد البترولية والكهرباء بما يقلل من الضغوط الاقتصادية على المواطنين.