كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عن مظاهر تفضيل الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال تخليد ذكره ورفعه بين الناس في كل أنحاء الأرض.
وأوضح جمعة أن هذه المكانة جاءت تأكيدًا لقول الله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾، حيث يستمر ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في العالمين بشكل متواصل، خاصة من خلال الأذان الذي يُرفع في مختلف أرجاء الأرض على مدار الساعة، وفي الصلوات، ما يخلق "ديمومة ذكر" للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار جمعة إلى أن تخليد ذكر النبي يعد وعدًا من الله تعالى لا يمكن لأحد أن يوقفه، مشددًا على أنه حتى الأنبياء الآخرين أو الشخصيات التي نالت مكانة خاصة في دياناتها لا يتم ذكرهم بالشكل المتكرر الذي يُذكر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
جمال الهيئة النبوية وأثره
وأوضح جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جميل الصورة حسن الهيئة، ورؤيته كانت ترفع الناس إلى مراتب عليا في العبادة، مبينًا أن الصحابة رضي الله عنهم نالوا شرفًا عظيمًا بمرافقتهم للنبي والنظر إلى وجهه الكريم، وهو ما زادهم إيمانًا وارتقى بهم في درجات العبودية.
وقد نقل الدكتور جمعة عن الصحابة بعض الأوصاف النبوية التي أكدت هذا الجمال الفريد، فقد وصفت أم معبد الرسول بقولها: "رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، وسيم قسيم... كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن"، مشيرة إلى حسن منطقه وسمت وجهه.
موقف الصحابة من هيبة وجمال الرسول
بيّن جمعة أن الصحابة كانوا يقدرون هذا الجمال النبوي ويقومون احترامًا له رغم نهي النبي عن ذلك، حيث لم يستطيعوا الامتناع عن القيام له، وقد وصف الشاعر حسان بن ثابت ذلك في شعره:
قيامي للحبيب علي فرض
وترك الفرض ما هو مستقيم
وأكد جمعة أن رؤية النبي في المنام تُعد من أعظم النعم التي يمنّ بها الله على المؤمنين، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني"، حيث يعتبرها المسلمون رؤيا صادقة ترفع من درجات العبد في دنياه وآخرته.
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن هذه الصفات النبوية ليست مجرد أوصاف، بل هي جزء من المنحة الإلهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما رسّخ مكانته بين المسلمين، وجعل حبه يعم القلوب ويضيء طريق الصالحين.