لمزيد من الانتشار.. متى تقفز السيارات الكهربائية الحواجز؟

   يراهن العالم على نجاح التحول نحو السيارات الكهربائية من أجل حماية البيئة من آثار التغير المناخي المتسارع، لأنها أقل ضررًا من السيارات العاملة بالوقود الأحفوري.

لماذا تأخر انتشار السيارات الكهربائية؟

لم تنتشر السيارات الكهربائية في العالم على النحو المنشود إلى الآن لعدة أسباب أهمها ارتفاع تكلفة المكون الرئيسي المتمثل في البطارية الكهربائية، أضف أن أقصى مسافة تقطعها السيارة في الشحنة الواحدة لا تتعدى حاجز الـ600 كيلومتر.

ولا يزال الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية في أغلب دول العالم لم يصل للحد الذي يشجع المستهلكين على اقتنائها، وباستثناء الصين والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي لم تضع الحكومات سياسات واضحة تضمن للمشترين ميزات تفضيلية كإفاءات من الضرائب أو رسوم الترخيص وغيرها من المحفزات الجاذبة لاقتناء السيارات الكهربائية.

من أصعب ما يواجه انتشار السيارات الكهربائية عدم إيمان شركة تويوتا اليابانية عملاق صناعة السيارات في العالم بالتحول نحو السيارات الكهربائية وأقصى ما قدمت أن ركزت جهودها لتصنيع السيارات الهجينة التي تعمل بالطاقة الكهربائية وبالوقود كما وجهت اهتمامها للسيارات العاملة بالهيدروجين الأخضر كما ظهر ذلك في معرض باريس الأسبوع الماضي.

ويعلق المهندس جمال عسكر رئيس لجنة الصناعة بنقابة المهندسين وخبير السيارات أن تويوتا تعطي الأولوية للمركبات الهجينة بناء على دراسات بحثية في أسواق الدول النامية التي تستحوذ فيها السيارات العاملة بالبنزين على النسبة الأكبر ولن يكون سهل على هذه الدول التحول الكامل نحو الكهرباء.

وأضاف عسكر في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»: ربما في المستقبل مع رخص أسعار السيارات الكهربائية بناء على انخفاض التكلفة تتوجه تويوتا إليها إلا أنه حتى اللحظة لاتزال الشركة اليابانية تراهن على السيارات الهجينة.

2027.. موعد انتشار السيارات الكهربائية في 

بحسب توقعات مؤسسة جارتنر الأمريكية فإن السيارات الكهربائية ستنخفض أسعارها بحلول 2027 بعد أن تثمر الجهود الحالية في خفض تكلفة إنتاجها ومع إيمان المستهلكين بانعدام تكلفة التشغيل لها مقارنة بالسيارات التقليدية.

توقعات المؤسسة الأمريكية تأتي في ظل عددًا من المؤشرات التي تأتي في صالح خفض تكلفة السيارات الكهربائية، فحاليا يعكف الباحثون على تقليل تكلفة بطارية السيارات الكهربائية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأسعار الحالية بحلول 2025.

كذلك فإن اعتماد تقنية البطارية الصلبة عوضا عن الإلكتروليت السائل من شأنه رفع قدرة البطارية على قطع مسافة تصل إلى 800 كيلومتر في الشحنة الواحدة، إلى جانب تعزيز الأمان.

وأهم المؤشرات التي ترفع من عدد السيارات الكهربائية، التضييق الذي تفرضه الدول الغربية على السيارات التقليدية من غرامات ورفع لأسعار الوقود.

في ظل تزايد القوانين الصارمة للحفاظ على البيئة ، يُتوقع أن ترتفع أسعار سيارات البنزين والديزل، مما قد يسهم في تضييق الفجوة السعرية بين السيارات الكهربائية ونظيرتها التقليدية.

العالم والسيارات الكهربائية

وفقا لخريطة انتشار السيارات الكهربائية في العالم فإن القارة الأوربية تحتل دولها المراكز العشر الأوائل في انتشار السيارات الكهربائية، ووفقا لآخر إحصائية في 2023 تأتي النرويج في المركز الأول بنسبة 88% من إجمالي السيارات، يليها أيسلندا بنسبة 70% ثم السويد بإجمالي 54% وبنفس النسبة الدنمارك.

وتأتي فنلندا في المركز الخامس بنسبة 38% يعقبها هولندا بنحو 35% ثم ألمانيا بنسبة 31%، وفي المركز الثامن الصين بإجمالي 29% من السيارات العاملة، وحلت في المركز التاسع بنحو 26%، وأخيرًا سويسرا بـ25%.

وعلى الرغم من أن مصر تسعى لتوطين صناعة السيارات الكهربائية وتدعم انتشارها في محاولة لتحقيق التنمية المستدامة إلا أن عدد مستخدميها في مصر إلى 10 آلاف سيارة تقريبا، وهي نسبة لا تمثل 1% تقريبا من إجمالي السيارات العاملة في مصر.

السيارات الكهربائية - صورة أرشيفية

بطاريات السيارات الكهربائية