قبل بدء الامتحانات.. جدل واسع بشأن الاختبارات الشهرية للطلاب

الاحد 27 أكتوبر 2024 | 04:12 مساءً
الامتحانات الشهرية للطلاب
الامتحانات الشهرية للطلاب
كتب : محمود الطحاوي

تستعد مديرات التربية والتعليم لاختبارات شهر أكتوبر، الأمر الذي آثار  تساؤلات عدة للطلاب وأولياء الأمور حول جدوى هذا التقييم، خاصة بعد أن قررت الوزارة رفع درجات أعمال السنة لـ 40%، بهدف جذب الطلاب إلى المدارس طمرة أخرى، ومع مرور نحو أربعة أسابيع على إنطلاق العام الدراسي الجديد، هل نجحت خطة التقييمات المنزلية والشهرية في تنفيذ أهدافها ؟

حظيت الخطة بترحيب واسع في بداية الأمر، لكن بعد تطبيقها تُبين أن المعلمين والطلاب ينغمسون فى كتابة أسئلة الواجبات المنزلية، ونقلها إلى كراسة الواجب أثناء الحصة، التي تعد بالأساس مخصصة للتعلم وتوصيل المعلومات إلى الطلاب، ونرصد في السطور التالية كل ما تريد معرفته عن التقييمات الشهرية والأسبوعية لطلاب صفوف النقل ٢٠٢٤، ورأي الخبراء وأولياء الأمور في تلك الخطة.

الإختبارات الشهرية جزء من العملية التعليمية

وقال تامر شوقي الخبير التربوي، إن التقييمات والواجبات المنزلية والاختبارات الشهرية، جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية لكافة المراحل الدراسية، لكن ليس بهذا الشكل الذى يتم تنفيذها به فى مدارسنا، فهذه التقييمات ضرورية لضمان الكشف المبكر عن أى مشكلة تعوق مسيرة الطالب التعليمية والعمل على حلها مبكرا.

وأضاف شوقي، ولضمان تحقيق هذا الهدف يجب أن تكون هذه التقييمات نابعة من المعلم وليست مفروضة عليه من الوزارة، وأن تكون متنوعة لتناسب المستويات المختلفة من الطلاب، وألا تستغرق جزء كبيرا من وقت الحصة ولا من وقت الطالب فى المنزل، وكذلك ألا يحاسب الطالب على الدرجات التى يحصل عليها فى هذه التقييمات، حيث إنها ليست معدة أصلا للحكم على الطالب، وإنما لاكتشاف مشكلاته وعلاجها.

وأوضح خبير التعليم، أن التقييم الشهري يغني الطلاب عن التقييم الأسبوعي، حيث يتضمن نفس الأسئلة التي تقيس نواتج التعلم المطلوبة، ما يجعل التقييم الشهري أكثر شمولية ودقة، وأن التقييم الأسبوعي يكون أقل فعالية في تقييم نواتج التعلم الكاملة، إذ يركز على درسين أو ثلاثة فقط، بينما يتطلب التقييم المتكامل تقييم وحدة دراسية كاملة، وهو ما يحققه التقييم الشهري بصورة أفضل.

وأكد أن كثرة التقييمات تضع الطلاب وأسرهم تحت ضغط كبير لملاحقتها، ما يدفع البعض إلى اللجوء للدروس الخصوصية لحل التمارين، مشددا على أهمية أن تكون الواجبات المنزلية وسيلة لمساعدة الطالب وليست هدفا فى حد ذاتها، وأن تكون بسيطة بالنسبة لطلاب الصفوف الأولى، وأن تركز على نواتج التعلم بشكل أساسى، ولا يشترط أن تكون أسئلة بل يمكن أن تكون على صورة مهام، مثل إعداد خريطة ذهنية أو حل مشكلة.

زيادة الضغوط على المعلم والطالب وولي الأمر

وتابع أن التقييمات بالشكل الحالي تعمل على وجود عدد من المشكلات، منها زيادة الضغوط الملقاة على كلٍ من المعلم والطالب وولي الأمر، وتحرم الطالب من ممارسة أنشطة أخرى مهمة وتضييع وقت الطالب بشكل مبالغ فيه، وفى تلك الحالة يتمحور تركيز بعض المعلمين على هذه التقييمات باعتبارها معيارا أساسيا لتقييمهم ويهملون عملية التعليم ذاتها أو لا يجدون لها وقتا، وتعتبر بشكلها الحالي من أقوى الأسباب الداعية إلى إنتشار الدروس الخصوصية.

واختتم تصريحاته قائلا، إن الاختبارات بصورتها الحالية تساعد الطلاب على اكتساب بعض السلوكيات الأكاديمية السلبية، مثل الإنتحال أو الإعتماد على الحلول الجاهزة التي توفرها المكتبات والغش، وعلى انتشار وتفشي الشعور الوهمي بالتعلم وتضع مؤشرات غير موضوعية للحكم على الطالب، كما أنها تصرف الطالب عن الإهتمام بالتعلم لأجل الإتقان وتغذي لديه فكرة التعلم لأجل الاختبار.

تزيد من ارتباط الطالب بالمدرسة

وصف الخبير التربوي، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس حسن شحاتة، تطبيق التقييم الشهري بالخطوة الجيدة التي تزيد من ارتباط الطالب بالمدرسة، خصوصًا مع قصر الفترة الزمنية بين كل تقييم وآخر، والعمل على تحسين مستوى الطالب الضعيف عن طريق تقديم برامج علاجية لهم في القراءة والكتابة والعمل على تحسين مستواهم.

ولفت الخبير التربوي إلى أن التقييمات الشهرية على ما جرت دراسته أمر سيجعل لدى الطلاب رغبة في التزكر باستمرار، وحضور جميع الاختبارات والتقييمات في المدرسة، لتحسين الدرجات التي يحصلون عليها في نهاية العام الدراسي.

وأضاف أستاذ المناهج، أن الهدف الرئيسي من التقييمات الأسبوعية والشهرية، مرتبط بالتأكد من فهم وإدراك الطالب لما قام بدراسته، وهو أمر مطبق بالفعل في أنظمة تعليمية عديدة، مشيرا إلى أن التقييمات الشهرية سوف تزيد من دور المدرسة في حياة الطلاب، وهذا سيجعل الطالب أكثر حرصًا على الحضور في مدرسته وعدم الغياب.

وأوضح أن التقييمات الشهرية تعد جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، حيث تتم هذه التقييمات بناءً على ما يشرحه المدرس في الحصص، مؤكد أن هناك فائدتين رئيسيتين من هذه التقييمات الأولى تتعلق بمساعدة المدرس في شرح المنهج، والثانية في تقييم مستوى الطلاب، كما يتم احتساب درجات السلوك والمواظبة على الواجبات ضمن التقييم.

وأردف أن الاختبارات الشهرية تفيد في تعرف الطالب على مستواه، وكذلك تساعده في تعديل مساره التعليمي، كما تسهم في إكساب الطالب المعارف التفصيلية المتصلة بكل درس، وتحقيق ما يسمى بإتقان التعلم لدى الطالب، كما تعد الطالب لامتحانات اخر العام، مضيفا أن المطالبة بالغاء الإختبارات الشهرية لطلاب المدارس غير مبررة، وأن هناك شروطا معينة لابد منها لكي تحقق الإختبارات الشهرية أهدافها التربوية المهمة. 

وذكر أن من أهم شروط نجاح الاختبارات الشهرية، معرفة المعلم لأهداف تلك الإختبارات ووظائفها، وامتلاك المعلم القدرة على صياغة الأسئلة بشكل سليم يقيس نواتج التعلم المستهدفة، والثقة في المعلم باعتباره شخصا محايدا لن يستخدم تلك الإختبارات ولا أعمال السنة في تحقيق مصالح شخصية له، مثل إعطاء الطلاب دروس خصوصية، ووجود مدى زمني كافي خلال الفصل الدراسي يسمح بتطبيق تلك الإختبارات دون ضغط أو تسرع على الطالب او المعلم، وقلة كثافة الفصل المدرسي بما يسمح للمعلم بمراقبة جميع الطلاب وتتبع تقدمهم.

امتحانات شهر أكتوبر لصفوف النقل 

كشف الدكتور محمد خليل، الخبير التربوي أن الإمتحانات الشهرية لجميع المراحل التعليمية والصفوف الدراسية تعقد في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الجاري، وذلك وفق جدول موحد تحدده المديرية مع مراعاة كافة الإجازات الرسمية، ويكون تقييم الصفين الأول والثاني الابتدائي عن طريق معلم المادة داخل الحصة الدراسية، أما باقي الصفوف من الصف الرابع الإبتدائي وحتى السادس الإبتدائي علي مستوي الإدارة.

كما أكد ان المسؤول عن إعداد امتحانات شهر أكتوبر يكون على مستوى الإدارة التعليمية، وذلك من خلال موجه أول المادة لجميع المدارس (الرسمي - الرسمي لغات - الخاص)، وتشكل لجنة برئاسة مدير عام التعليم العام وعضوية مديري الإدارات التعليمية، والتوجيه العام، ومديري المراحل بالمديرية للإشراف على العملية الامتحانية كاملة.

وأوضح أن  امتحانات شهر أكتوبر ستتضمن ثلاثة نماذج امتحانية تسلم للإدارة التعليمية لتوزيعها على المدارس، حيث يكون هناك ثلاثة نماذج للمادة داخل الفصل الواحد، على أن يكون الإمتحان في الفترة الثانية من اليوم الدراسي، بمعدل نصف فترة أو فترة طبقًا للوزن النسبي لكل مادة دراسية، وطبقًا لمواصفات الورقة الامتحانية.

وذكر أن امتحانات الصف الأول الثانوي ورقيًا لمدارس (الرسمي - الرسمي لغات - الخاص – الخدمات) طبقًا للمواصفات الفنية لورقة الإمتحانات، حيث يقوم الموجه الأول لكل مادة بعمل ثلاث نماذج امتحانات تسلم لإدارة المدرسة لطباعتها، أما الصف الثاني الثانوي سيتم عقدها ورقيًا، لافتا إلى  ان الورقة الامتحان تشمل أسئلة اختيار من متعدد بنسبة ٨٥٪ وأسئلة مقالية بنسبة ١٥٪.

واستكمل انه سيتم عقد أمتحانات الصف الثاني الثانوي العام، للذين تسلموا أجهزة التابلت ومدارسهم متصلة بشبكة الانترنت، ويؤدوا أسئلة الاختيار من متعدد إلكترونيًا والأسئلة المقالية ورقيًا، ويتم تسليم ورقة الأسئلة المقالية مع بداية زمن الامتحان كما هو متبع في العام الماضي.

وأختتم وفي حالة حدوث أي مشكلة تقنية في أي مادة يتم أداء الامتحان ورقيًا لهذه المادة في نفس موعد الامتحان، أما الطلاب المتواجدون بمدارس غير متصلة بشبكة الإنترنت أو الطلاب الذين لم يتسلموا أجهزة التابلت بمدارس بها شبكة إنترنت ( الخاص - الخدمات ) أو الطلبة الذين تعرضوا لفقدان التابلت فيتم امتحانهم ورقيًا على أن يكون الامتحان الورقي هو نفسه الامتحان الإلكتروني.

التقييمات المنزلية والشهرية "عقد نفسية"

وقالت إحدى معلمات محافظة الشرقية، إن تطبيق الواجبات المنزلية والإختبارات الأسبوعية والشهرية على طلاب المرحلة الإبتدائية، تحديداً الصفوف الأولى يعد أمرا سلبيا للغاية، لأن الحصة التي تصل إلى 45 دقيقة يأخذها الأطفال في الأغلب لكتابة الدروس والواجبات، ولا أستطيع القيام بمهامي كمعلمة، يجب أن أقوم بتوصيل المعلومات إلى الطلاب وبخاصة فى السن الصغير، التي يحتاج إليها الطلاب للإنصات وليس الكتابة الكثيفة التى قد تكون سبباً فى عقدهم النفسية.

وذكرت معلمه تعمل باحدى مدارس قرى مركز الحسينية، قائلة إن هناك صعوبات كبيرة فى إجادة القراءة والكتابة لدى الطلاب، وبالتالي فهم لا يعرفون بالأساس كيفية نقل الأسئلة ويكون عليّ أن أساعدهم فى عملية الكتابة، ويستغرق ذلك وقتَا يمكن توفيره في شرح المناهج، مشيرة إلى أن التوجيه يقوم بدوره في التعرف على مدى الإلتزام بالخريطة الدراسية، لكنني فشلت هذا العام بالالتزام بها لأنني لا أجد وقتَا لشرح الدروس، وعلى الجانب الآخر لابد أن يقوم الطلاب بأداء الواجب المنزلي لتقييمهم ومنحهم درجات أعمال السنة، ويبقى الأطفال فى حالة كتابة مستمرة دون أن يدركوا طبيعة ما يقومون بكتابته.

وعلقت احدى المعلمات قائلة، إن فصلها يتواجد به ٤٧ طالبَا وأغلبهم يحتاجون المساعدة، ومن الممكن أن يستغرق نقل السؤال الواحد أكثر من ربع ساعة، وفي نهاية الأسبوع يكون عليّ إجراء التقييم الأسبوعي لكن بالأساس لا يوجد منهج جرى تدريسه بالفعل، ويكون عليّ أن أصحح يوميَا واجبات أكثر من ١٠٠ طالب في الفصول الدراسية المختلفة، ويشكل ذلك عبئا على المعلمين داخل المدرسة وفي المنزل أيضَا، وناشد أولياء أمور وزارة التربية والتعليم بإيقاف التقييمات الأسبوعية في المدارس والاكتفاء فقط بالامتحانات الشهرية، تخفيفًا للضغط على الطالب أو ولي الأمر.

وتقسم وزارة التربية والتعليم درجات أعمال السنة لطلاب المرحلة الابتدائية، ٥ درجات على النشاط، و٥ درجات للتقييمات الأسبوعية، و١٠ درجات للتقييم الشهري، إضافة إلى ٥ درجات للمواظبة والسلوك، و١٠ درجات للمهام الأدائية، اما المرحلة الإعدادية، يتم تخصيص ١٠٪ للواجب المنزلي، إلى جانب ١٥٪ لاختبار شهر أكتوبر، و١٥٪ لشهر نوفمبر، وكذلك ١٠٪ للسلوك والمواظبة، و١٠٪ لكراسات الواجب، و٢٠٪ للاختبارات الأسبوعية، و٣٠٪ لامتحان نهاية الفصل الدراسي.

 

اقرأ أيضا