يواجه سوق الخضروات والفواكه في مصر تحديات كبيرة خلال الفترة الحالية، حيث تشهد أسعار بعض المنتجات الرئيسية مثل الطماطم، البطاطس، الخيار، الكوسة، الفلفل والبصل ارتفاعات ملحوظة.
وقد سلط الخبراء والمتخصصين، الضوء على العوامل المؤثرة في هذه الزيادات، بالإضافة إلى توقعات مستقبلية بانخفاض أسعار بعض المحاصيل مع قدوم موسم الشتاء، كما دعا إلى تعزيز الإنتاج المحلي، وتفعيل الرقابة على الأسواق لمواجهة الممارسات الاحتكارية.
التحديات المناخية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي
أوضح حاتم النجيب، المتحدث باسم تجار سوق العبور، أن الظروف المناخية والتغيرات في درجات الحرارة تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على إنتاج بعض المحاصيل الزراعية، مما يؤدي إلى تلفها وارتفاع أسعارها.
وأكد "النجيب"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن هذه العوامل ساهمت في الزيادة الملحوظة لأسعار بعض المنتجات الزراعية الأساسية.
توقعات بانخفاض الأسعار خلال الشتاء
رغم التحديات الحالية، توقع "النجيب" أن تشهد أسعار الطماطم والبطاطس انخفاضًا يتراوح بين 50% إلى 60% في موسم الشتاء، نظرًا لزيادة المعروض في الأسواق.
التلاعب بالأسواق
وفي سياق آخر، أشار النجيب إلى أن بعض المنتجين يلجأون إلى تخزين البصل كوسيلة لرفع أسعاره بشكل اصطناعي من خلال تقليل المعروض، مما يساهم في تعطيش السوق وارتفاع الأسعار.
وكما دعا إلى ضرورة تفعيل الرقابة من قبل الجهات المختصة لمواجهة هذه الممارسات الاحتكارية، التي تسهم في زيادة الأعباء على المواطنين.
دور الجهات الرقابية والممارسات الاحتكارية
أكد النجيب على أهمية تدخل الجهات الرقابية لمراقبة السوق ومنع استغلال التجار للأوضاع الاقتصادية ورفع الأسعار بشكل غير مبرر.
ويشدد على ضرورة توفير الكميات المناسبة من المنتجات لضمان استقرار الأسعار وتلبية احتياجات المواطنين.
وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، دعا الخبير الاقتصادي السيد خضر إلى ضرورة اتخاذ خطوات فورية لدعم الإنتاج المحلي والحد من الاعتماد على الاستيراد.
وأشار إلى أن تشجيع الصناعات الوطنية وتقديم الحوافز الضريبية والدعم المالي للشركات المحلية سيساهم في زيادة الإنتاج وتلبية احتياجات السوق.
تنويع مصادر الاستيراد وتحسين السياسات النقدية
أوصى خضر بتوسيع مصادر الاستيراد عبر التوجه نحو أسواق جديدة في الدول العربية والأفريقية، بالإضافة إلى تعزيز الاحتياطيات النقدية لتحسين استقرار العملة الأجنبية.
كما أشار إلى أهمية تحفيز الاستهلاك المحلي من خلال حملات توعية وتقديم خصومات لجذب المستهلكين نحو المنتجات المحلية.
برامج تدريبية للعمالة المحلية وقيود على السلع الكمالية
شدد خضر على ضرورة تطوير برامج تدريبية لتحسين مهارات العمالة وذلك من أجل تعزيز قدرات السوق المحلية، محذرًا من استنزاف العملة الأجنبية في استيراد السلع الكمالية وداعيًا إلى فرض قيود ورسوم على تلك السلع للحد من استهلاك العملة الأجنبية.
وفي النهاية، يرى خضر أن هذه الخطوات ستسهم في استقرار الاقتصاد المصري وجعله أكثر جذبًا للاستثمارات، على الرغم من التحديات التي يواجهها القطاع الخاص في الحصول على العملة الأجنبية.