تعمل الدولة المصرية بجهود حثيثة على تعمير وتطوير العديد من المناطق الاستراتيجية، وعلى رأسها رأس الحكمة، رأس بناس، ورأس جميلة، ضمن رؤية شاملة تستهدف تعزيز الاقتصاد الوطني وحماية الأمن القومي، وتمثل هذه المناطق التي تقع في مواقع استراتيجية على البحرين الأحمر والمتوسط جزءًا هامًا من الخطة القومية الطموحة التي تسعى الدولة من خلالها إلى تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة في مختلف أنحاء البلاد، بداية من رأس الحكمة التي تقع على ساحل البحر المتوسط وتُعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية المستقبلية، بفضل ما تتمتع به من طبيعة خلابة وشواطئ نقية، إلى جانب ذلك، يقع رأس بناس على البحر الأحمر في الجنوب الشرقي، وهو منطقة حيوية تمثل نقطة اتصال هامة بين مصر والدول الإفريقية ودول البحر الأحمر، مما يجعلها ذات أهمية كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية، أما رأس جميلة فهي منطقة ساحلية في سيناء، تُعتبر جزءًا من استراتيجيات الدولة لتعزيز التنمية في شبه جزيرة سيناء وتطوير قطاع السياحة والبيئة.
دعم الاقتصاد الوطني
تحقيق التنمية الاقتصادية في هذه المناطق يمثل ركيزة أساسية في الاستراتيجية المصرية لتعزيز الاقتصاد الوطني، فمن خلال استثمار الموارد الطبيعية والسياحية المتاحة في رأس الحكمة، رأس بناس، ورأس جميلة، يمكن تحويل هذه المناطق إلى محركات اقتصادية تُساهم في زيادة الناتج القومي الإجمالي، حيث تستهدف الدولة تطوير مشروعات كبرى في مجالات السياحة، الصناعة، والزراعة، إضافة إلى البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والمرافق، بما يحقق التنمية الشاملة ويخلق فرص عمل جديدة، وعلى سبيل المثال، يُعد تطوير منطقة رأس الحكمة مشروعًا كبيرًا في قطاع السياحة، حيث تسعى الدولة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية لإنشاء منتجعات وفنادق ومناطق سياحية عالمية المستوى، ويسهم هذا المشروع في دفع عجلة السياحة، التي تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي في مصر، ومن جانب آخر، يمثل تطوير رأس بناس فرصة ذهبية لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط، حيث يمكن للموانئ البحرية والمناطق الصناعية الجديدة أن تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز حركة التبادل التجاري ودعم الاقتصاد المصري.
حسين أبو العطا: «الثالوث الذهبي» سلاح الاستثمارات الجديد لمواجهة تحديات الأمن القومي والتنمية المستدامة
حماية الأمن القومي
إلى جانب الفوائد الاقتصادية، تمثل استثمارات الدولة في هذه المناطق جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية حماية الأمن القومي، فالتوسع العمراني وتطوير البنية التحتية في المناطق الحدودية والبعيدة عن العاصمة يسهم في تعزيز الوجود الأمني المصري في هذه المناطق الاستراتيجية، وعلى سبيل المثال، تطوير رأس بناس يُسهم في تعزيز الأمن البحري على البحر الأحمر، الذي يُعد ممرًا استراتيجيًا هامًا يمر عبره جزء كبير من التجارة العالمية، بما في ذلك النفط، وفي رأس جميلة، يُعتبر التوسع في تنمية المنطقة خطوة هامة نحو تأمين الحدود الشرقية للبلاد، حيث تلعب سيناء دورًا أساسيًا في معادلة الأمن القومي المصري، وتطوير البنية التحتية، سواء في شكل مشاريع سياحية أو صناعية أو زراعية، يساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق ويحد من الأنشطة غير القانونية.
دعم التنمية المستدامة
استثمارات الدولة في المناطق الاستراتيجية مثل رأس الحكمة ورأس بناس ورأس جميلة تأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد وحماية الأمن القومي المصري، حيث لا تقتصر هذه الاستثمارات على مجرد تطوير البنية التحتية أو تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، بل هي جزء من استراتيجية التنمية المستدامة التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها، وتعتمد هذه الاستراتيجية على تحقيق التوازن بين استغلال الموارد الطبيعية المتاحة في هذه المناطق وبين المحافظة على البيئة، إذ تولي الدولة أهمية كبيرة لاستدامة هذه الموارد لضمان استفادة الأجيال القادمة، مع السعي إلى تحقيق تنمية شاملة تشمل قطاعات متعددة مثل السياحة، الطاقة المتجددة، والزراعة، فالمناطق مثل رأس الحكمة تشهد استثمارات كبيرة في تطوير السياحة الساحلية، بينما تعتبر رأس بناس منطقة هامة لتطوير مشروعات الطاقة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
حسين أبو العطا: «الثالوث الذهبي» سلاح الاستثمارات الجديد لمواجهة تحديات الأمن القومي والتنمية المستدامة
الاستثمارات ودورها في الاقتصاد الوطني
تعقيبًا على ذلك، قال المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب ”المصريين“، رئيس اللجنة الاقتصادية بتحالف الأحزاب المصرية، إن الدور الذي تلعبه استثمارات الدولة المصرية في مناطق مثل رأس الحكمة ورأس بناس ورأس جميلة هامة للغاية في هذه المرحلة من عُمر الوطن، مؤكدًا أن هذه المشروعات الاستراتيجية لها تأثير بالغ في تعزيز الاقتصاد الوطني وحماية الأمن القومي المصري، حيث أن استثمار الدولة في هذه المناطق لا يُعد فقط خطوة نحو تنمية الاقتصاد، بل هو جزء من رؤية شاملة تهدف إلى تأمين مصر اقتصاديًا وجغرافيًا وسياسيًا، مشيرًا إلى أن المناطق مثل رأس الحكمة ورأس بناس ورأس جميلة تتمتع بمواقع استراتيجية على البحر المتوسط والبحر الأحمر، ما يجعلها محاور رئيسية لعمليات التجارة والاستثمار.
دعم السياحة من خلال رأس الحكمة
وأضاف ”أبو العطا“ في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم» أن هذه المناطق تحتوي على موارد طبيعية غنية، وتُعتبر مثالية لتطوير قطاعات مثل السياحة والطاقة والصناعة، الأمر الذي يسهم بشكل مباشر في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل جديدة، موضحًا أن الدولة تعمل في منطقة رأس الحكمة على تطوير البنية التحتية لجعلها منطقة سياحية عالمية قادرة على جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وهذا التوجه يدعم قطاع السياحة المصري الذي يُعد واحدًا من أهم روافد الاقتصاد، كما أن الاستثمار في هذه المنطقة يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية دولية ويساهم في تدفق العملات الأجنبية إلى البلاد.
حسين أبو العطا: «الثالوث الذهبي» سلاح الاستثمارات الجديد لمواجهة تحديات الأمن القومي والتنمية المستدامة
حماية الأمن القومي
وعلى الصعيد الجيوسياسي، أكد أن استثمار الدولة في هذه المناطق يمثل جزءًا من استراتيجية الأمن القومي، حيث تقع هذه المناطق في مواقع جغرافية حيوية على البحر المتوسط والبحر الأحمر، وهما محاور أساسية في التجارة الدولية والإقليمية، موضحًا أن وجود بنية تحتية قوية ومرافق حديثة في هذه المناطق يعزز من قدرة مصر على مراقبة وتأمين سواحلها ومنع التهديدات المحتملة مثل التهريب والإرهاب، كما أضاف أن تطوير هذه المناطق يدعم القدرة الدفاعية لمصر، حيث يمكن للدولة استخدام هذه المناطق لتأمين خطوط الملاحة الحيوية، وخاصة تلك المرتبطة بقناة السويس، التي تُعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، لافتًا إلى أن تعزيز التنمية في هذه المناطق يساهم في تقوية القدرة العسكرية للدولة عبر توفير بنية تحتية داعمة يمكن الاستفادة منها في الظروف الطارئة.