تغييرات تاريخية في المناهج الدراسية لتطوير المنظومة التعليمية

انطلاق العام الدراسي الجديد بنظام الثانوية العامة المُعدل، بعد إجراء تغييرات "تاريخية" من قبل وزارة التربية والتعليم، لتطوير المنظومة التعليمية في البلاد، وبشكل خاص للمرحلة الثانوية، حيث تم إعادة هيكلة بعض المواد ودمجها مع مواد أخرى.

جاء هذا وَفق خطة وزارة التربية والتعليم، لتخفيف العبء عن الطلاب وأولياء الأمور، وحل أزمة بعبع الثانوية العامة، وتعزيز الهوية الوطنية، وتطوير المهارات التي تواكب احتياجات سوق العمل، من خلال تقليل المقررات الدراسية، وإعادة تصميم المناهج ودمج وحذف ما يمكن.

وأثارت هذه القرارات الجريئة حالة من القلق بين الطلاب وأولياء الأمور؛ بعد قرار إضافة مادة العلوم المتكاملة من ضمن إجراءات الوزارة لتخفيف المنهج، مع إضافة فصل من مادة الجيولوجيا إلى مادة الأحياء بعنوان "أحياء وعلوم الأرض"، وجعل اللغة الأجنبية الثانية مادة نجاح ورسوب خارج المجموع.

وكشف الدكتور أيمن بهاء الدين البصال نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم، انغ دمج الفصول الأولى من مادة الجيولوجيا إلى منهج الأحياء، الهدف الأساسي منه هو تعزيز فهم الطلاب للنظم البيئية، ودور العلم في استدامة البيئة، وذلك عن طريق التخفيف وحذف كل ما هو مكرر وغير مفيد للطلاب.

وتابع البصال أن إضافة جزء صغير من مادة الجيولوجيا وعلوم البيئة لا يمثل أي مشكلة للطالب خاصة انه لا يتعدى ال25 صفحة وهو يصب في مصلحة الطالب وولي الأمر، مضيفا أن قرار إضافة فصل من مادة الجيولوجيا وعلوم البيئة إلى مادة الأحياء تم دراسته جيدًا، موضحا لا توجد دولة في العالم تقوم بدراسة مادة الجيولوجيا وعلوم البيئة كمادة منفصلة، مؤكدًا أن التعريبَ مهم جدا وما زال مستمرًّا لطلاب شهادة الثانوية العامة.

تخفيف المنهاج الدراسية للطلاب

وأضاف أن المواد المقررة على طلاب الصف الأول الثانوي تم تخفيفها إلى 6 مواد بدلًا من 10، وهي: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والتاريخ، والرياضيات، والفلسفة، والعلوم المتكاملة، مشيرًا إلى أن مادة العلوم المتكاملة تضم تحتها وحدات من مواد الكيمياء، والفيزياء، والأحياء.

وأكمل أن طلاب الصف الثاني للشعبة العلمية يدرسون مواد: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والأحياء، والكيمياء، والفيزياء أما الشعبة الأدبية، فموادها: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم النفس، والرياضيات، مشيرا إلى أن وضع المناهج وترتيبها وموضوعاتها من أختصاص مركز المناهج وأساتذة الجامعات، وبالترتيب مع التعليم العالي، مؤكدًا أن القرارات تأتي بناء على دراسة موسعة.

تدريب معلمي الأحياء على الجزء المضاف من الجيولوجيا

وعن تدريب معلمي الأحياء على الجزء المضاف من الجيولوجيا وعلوم البيئة، قال هشام البهي، معلم مادة الجيولوجيا، إنه من الممكن أن يؤدي مدرس الأحياء مهمة تدريس مادة الجيولوجيا؛ خصوصًا إذا تم تدريب المعلمين على الجزء المضاف حديثًا في المنهج.

وأردف البهي أن مادة الجيولوجيا مهمة جدًّا لطلاب شعبة علمي علوم، مؤكدا أن لها دور كبير في تأهيلهم للالتحاق بالكليات العلمية، مشيرًا إلى أهمية دراسة الجيولوجيا في معرفة انواع التربة وتركيبها ومصدرها وخصائصها، واكتشاف مصادر المياه الجوفية، وأعماقها وإنشاء القنوات الزراعية، وذلك بعد ان وجه الرئيس السيسي الإهتمام إلى استصلاح الأراضي الزراعية.

الحكومة المصرية تدخلت لحل مشكلة الثانوية العامة

بدوره، أعتبر الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي أن الحكومة المصرية تدخلت بشكل فوري لحل مشكلة الثانوية العامة التي تقلق أولياء الأمور من خلال العمل على تخفيف المناهج الدراسية.

وأشار حجازي إلى أن خفض عدد المقررات في كل صف دراسي أمر إيجابي لعدة أبعاد، على رأسها التخفيف من العبء على الطلاب والضغوط على أولياء الأمور، وكذلك التقليل من حدة الدروس الخصوصية المنتشرة في مصر، كما يتسق ذلك مع نظم التعليم العالمية التي تؤكد على الكيف في عملية التعلم وليس الكم.

وأوضح الخبير التربوي، أن الطالب يدرس 10 مقررات، لكن قد لا يفهم شيئا ويكون الأمر لتحصيل المناهج قبل أداء الامتحانات، ولكن يعتمد النظام الجديد على دراسة 6 مواد بتركيز أعمق، وبالتالي أمر إيجابي للعملية التعليمية.

ولفت حجازي إلى أن تلك الخطة تستهدف كذلك حل مشكلة العجز في أعداد المعلمين بالمدارس المصرية، وكذلك تقليل الأخطاء التي قد تقع أثناء امتحانات الثانوية العامة، وتتيح للطلاب ممارسة الكثير من الأنشطة بعيدًا عن الدراسة، مضيفا أنه كان من الأفضل إتاحة مزيد من الوقت لدراسة الخطة الجديدة قبل تطبيقها على أرض الواقع؛ للتعرف على مميزاتها وسلبياتها، وتقييم التجربة بشكل كامل.

مقترحات لإضافة مادة الدين إلى المجموع

وتدرس الوزارة مع شيخ الأزهر والبابا تواضروس إدراج مادة التربية الدينية ضمن المواد التي تُحسب في المجموع، على ان يكون هناك امتحان موحد حول الدراسات المتعلقة بالقيم الأخلاقية، والاتجاه نحو وضع منهج يضم القيم والمبادئ الدينية المشتركة ضمن مناهج التربية الدينية؛ بهدف ترسيخ تلك القيم في المجتمع.

وأكد وزير التربية والتعليم ان جميع الأديان مشتركة في احترام الأب والأم والصغير والكبير، ويتم إجراء دراسات الآن لإدراج مادة التربية الدينية للمواد المضافة للمجموع، مشيرا إلى أن الدولة ستطور التعليم بكل الإمكانيات المتاحة.

أولياء الأمور عودة الجيولوجيا تخبط

ويتساءل بعض أولياء الأمورعن سبب عودة نصف منهج مادة الجيولوجيا للصف الثالث الثانوي مدمج مع درجات مادة الأحياء بعد قرار الحذف، وأضاف بعض أولياء الأمور أن عودة مادة الجيولوجيا ضمن مادة الأحياء، يؤكد على التخبط واتخاذ القرارات العشوائية والغير مدروسة من قبل وزارة التربية والتعليم، مؤكدين أن الوقت ليس في مصلحة الطلاب.

وتابع أولياء الأمور ان وزارة التربية والتعليم، تتعمد إظهار تخفيف العبء على طلاب الثانوية العامة من خلال التصريحات، في حين أنها في الحقيقة تثقل عليهم، وأشار أولياء الأمور إلى أن طلاب الثانوية العامة في مدارس اللغات كانوا يدرسون مادة الجيولوجيا والعلوم البيئية باللغة العربية قبل دمجها مع مادة الأحياء، بينما بعد الدمج سيضطرون لدراستها باللغة الإنجليزية ما يعد أمرا شاقًا عليهم.