هل جنود مصر هم خير أجناد الأرض؟.. دار الإفتاء توضح حقيقة الحديث الشريف بالأدلة

تزامنًا مع احتفالات ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، ومع تزايد محاولات التشكيك في الجيش المصري، يطرح البعض تساؤلات حول حقيقة كون جنود مصر "خير أجناد الأرض"، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين المؤيدين والمشككين.

 لذلك، يأتي اليوم رد دار الإفتاء المصرية لتوضيح الأمر استنادًا إلى الحديث الشريف والأدلة التاريخية.

حقيقة الحديث: "خير أجناد الأرض"

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال يتردد كثيرًا: "هل جنود مصر هم خير أجناد الأرض؟" مستشهدة بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض».

 عندما سأل أبو بكر الصديق النبي -عليه الصلاة والسلام- عن السبب، قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».

أوضحت دار الإفتاء أن هذا الحديث صحيح في معانيه ومضمونه، وأنه مقبولٌ عند العلماء، كما أنه جزء من خطبة شهيرة لسيدنا عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، الذي أكد خلال خُطَبِه على فضل أهل مصر وجنودها. وقد تداول المصريون هذه الخُطَب جيلًا بعد جيل، وحفظوها في كتبهم دون إنكارٍ من العلماء على مر التاريخ، مما يؤكد صحة مضمون الحديث.

أضافت دار الإفتاء أن الحديث المذكور ورد في خطبة شهيرة لسيدنا عمرو بن العاص، والتي ألقاها بعد فتح مصر، حيث أكد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن جنود مصر هم "خير أجناد الأرض". 

هذه الخطبة محفوظة في العديد من المصادر التاريخية، وتم توثيقها من قبل علماء ومؤرخين مثل الإمام الحافظ عبد الله بن لهيعة والإمام الطحاوي.

كما تطرق الحديث إلى وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأهل مصر، حيث قال: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّةً»، وهي إشارة إلى العلاقة التاريخية التي جمعت العرب بالمصريين من خلال المصاهرة والتعايش المشترك.

تؤكد دار الإفتاء المصرية أن الحديث الذي يصف جنود مصر بأنهم "خير أجناد الأرض" هو حديث صحيح المعاني والأدلة، ودعوة إلى الفخر بالجيش المصري ودوره الدائم في حماية البلاد، كما أنه دعوة لغلق أبواب الفتن التي قد تسعى للنيل من استقرار مصر وجيشها العظيم.