في يوم 6 أكتوبر 1981، خلال العرض العسكري الذي أقيم في مدينة نصر بالقاهرة للاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر 1973، شهدت مصر حادثة اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، في حدث غير مسبوق هزّ البلاد والعالم، نفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي، الذي حُكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص في أبريل 1982.
تفاصيل الحادث
بدأ العرض العسكري في الساعة 11 صباحاً، حيث جلس الرئيس السادات إلى جانب عدد من كبار الشخصيات العسكرية والسياسية، من بينهم نائبه محمد حسني مبارك، والمشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع.
أثناء عرض الفانتوم والطائرات البهلوانية، توقفت سيارة خالد الإسلامبولي، الذي كان يشارك في العرض العسكري كجزء من طابور المدفعية، وأمر السائق بالتوقف متظاهراً بتعطل السيارة.
في تمام الساعة 12:20 ظهرًا، ترجل الإسلامبولي من السيارة، وألقى قنبلة باتجاه المنصة، بينما أطلق القناص حسين عباس رصاصاته نحو السادات، لتستقر واحدة منها في عنقه.
حاول السادات الوقوف، لكنه سقط مرة أخرى بعد تعرضه لعدة طلقات أخرى من منفذي العملية، الذين استمروا في إطلاق النار من أسلحة آلية.
ضحايا الحادث
لم يكن السادات الضحية الوحيدة لهذا الهجوم؛ فقد قتل سبعة أشخاص آخرون، من بينهم:
اللواء أركان حرب حسن علام.
الأنبا صموئيل.
المصور الرئاسي محمد يوسف رشوان.
سعيد عبد الرؤوف بكر.
المهندس سمير حلمي إبراهيم.
خلفان ناصر محمد من الوفد العماني.
شانج لوي، صيني الجنسية.
مرتكبو الجريمة
كان خالد الإسلامبولي العقل المدبر والمنفذ الرئيسي للعملية، إلى جانبه، شارك في التخطيط والتنفيذ:
عبود الزمر: ضابط في المخابرات الحربية، ساهم في تخطيط الهجوم.
حسين عباس: قناص بالقوات المسلحة، أطلق الطلقة القاتلة نحو السادات.
عطا طايل وعبد الحميد عبد السلام: ضابطان سابقان في القوات المسلحة، شاركا في تنفيذ العملية.
كما اتهم عمر عبد الرحمن، إمام مسجد، بأنه أصدر فتوى تحريضية كانت دافعاً لاغتيال السادات، لكنه حصل على البراءة لاحقاً في محاكمته.
ردود الأفعال والتداعيات
بعد اغتيال السادات، تولى صوفي أبو طالب رئاسة الجمهورية مؤقتاً لمدة ثمانية أيام، حتى انتخاب محمد حسني مبارك رئيساً للجمهورية في 14 أكتوبر 1981.
حادثة الاغتيال هذه تركت أثراً عميقاً في المشهد السياسي المصري، حيث أعادت تشكيل النظام السياسي وأثرت على مستقبل العلاقات الداخلية والخارجية لمصر.
توثيق الحادث
تم توثيق لحظات اغتيال السادات بعدسة المصور مكرم جاد الكريم الذي التقط 45 صورة للحادثة.
الأسلحة المستخدمة
استخدم منفذو العملية أسلحة نارية، بما في ذلك بنادق هجومية من طراز "AKM" و"كارل غوستاف"، إلى جانب قنابل يدوية سوفيتية الصنع. تمكنوا من إصابة السادات إصابات قاتلة قبل أن يتم القبض عليهم ومحاكمتهم.
حادثة اغتيال السادات لا تزال محفورة في الذاكرة الوطنية المصرية كواحدة من أكثر الأحداث تأثيراً في تاريخ مصر الحديث.
كان السادات قائداً تاريخياً، واغتياله ألقى بظلاله على المستقبل السياسي للبلاد، حيث خلفه محمد حسني مبارك الذي حكم مصر لثلاثة عقود بعد تلك الحادثة.