اللواء المهندس باقي زكي يوسف يُعد واحدًا من أبرز العقول التي أسهمت في تحقيق النصر المصري في حرب أكتوبر 1973، حيث كانت فكرته العبقرية باستخدام ضغط المياه لفتح ثغرات في الساتر الترابي المعروف بـ"خط بارليف" نقطة تحول حاسمة في المعركة.
هذه الفكرة البسيطة في مظهرها، لكنها ثورية في تأثيرها، أنقذت حياة 20 ألف جندي مصري من الموت المحقق وساهمت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية القوية.
ولد اللواء باقي زكي يوسف في 23 يوليو 1931، وتخرج في كلية الهندسة قسم ميكانيكا بجامعة عين شمس عام 1954.
بعد تخرجه، انضم إلى القوات المسلحة كضابط مهندس، وانتقل لاحقًا للعمل في مشروع السد العالي بأسوان عام 1964، كانت هذه التجربة هي بداية نشوء فكرته المتعلقة باستخدام المياه المضغوطة، حيث لاحظ هناك كيفية استخدام مضخات المياه في تجريف الجبال الرملية.
في عام 1969، وبعد تفاقم الصعوبات التي واجهها الجيش المصري في اختراق الساتر الترابي لخط بارليف، اقترح اللواء باقي زكي يوسف استخدام مضخات المياه لفتح ثغرات في هذا الحاجز الرملي الهائل.
الفكرة اعتمدت على استخدام مياه قناة السويس المضغوطة لتجريف الساتر الترابي وإزاحته بشكل يسمح بمرور القوات المصرية والدبابات.
وفي حرب أكتوبر 1973، تم تطبيق هذه الفكرة بنجاح باهر، حيث فتحت القوات المسلحة المصرية ثغرات في خط بارليف الذي وصفته إسرائيل بأنه "لا يمكن اختراقه"، وتمكن الجيش من العبور وتحقيق انتصارات عظيمة.
حصل اللواء باقي زكي يوسف على العديد من التكريمات العسكرية، منها نوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى في فبراير 1974 من الرئيس أنور السادات تقديرًا لأعماله الاستثنائية في ميدان القتال.
كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1984 من الرئيس حسني مبارك عند إحالته إلى التقاعد بعد مسيرة خدمته الطويلة في الجيش.
توفي اللواء باقي زكي يوسف في 23 يونيو 2018 عن عمر يناهز 87 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عسكريًا وفكريًا فريدًا، حيث تظل فكرته باستخدام المياه لفتح الساتر الترابي مثالًا على عبقرية الإنسان في مواجهة التحديات الصعبة وتحقيق المستحيل.
فكرة بسيطة، تأثير هائل تعتبر فكرة اللواء باقي زكي يوسف بتجريف خط بارليف باستخدام المياه من الأفكار الثورية في تاريخ الحروب.
لم تعتمد الفكرة على أسلحة متطورة أو تقنيات حديثة، بل على استخدام مورد طبيعي مثل الماء بشكل إبداعي وفعال.
بفضل هذه الفكرة، تمكن الجيش المصري من كسر الحاجز النفسي والمعنوي الذي كانت تشكله التحصينات الإسرائيلية، مما مهد الطريق لتحقيق نصر عسكري واستراتيجي كبير في حرب أكتوبر.