تولى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود، مشيخة الأزهر خلال عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان الشيخ متحمسًا لدور الأزهريين في دعم القوات المسلحة خلال معركة العاشر من رمضان.
لهذا الغرض، استعان بأساتذة جامعة الأزهر والدعاة لرفع معنويات الجنود قبل بدء المعركة.
وفي لقاء العلماء مع الجنود في شهر رمضان خلال الحرب، أصدر بعض الدعاة فتوى تتيح للجنود الإفطار، نظرًا لحرارة الجو والجهد الكبير المطلوب منهم. وقد أكدوا أن الإفطار قد يكون رخصة تساعدهم على تحقيق النصر.
غير أن بعض الجنود رفضوا هذا الأمر، قائلين: "لا نريد أن نفطر إلا في الجنة".
ووفقًا لما ذكره كتاب "حرب أكتوبر والمعركة القادمة" للكاتب أحمد سمير عبد الحميد، فقد رأى الشيخ عبد الحليم محمود في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر قناة السويس بصحبة علماء المسلمين والجيش ظهر يوم العاشر من رمضان، فاستبشر بالخير وأيقن بالنصر.
ونقل هذه الرؤية إلى الرئيس السادات، الذي تفاجأ لأن توقيت الحرب لم يكن قد تم تحديده بشكل نهائي، رغم أن العاشر من رمضان كان ضمن الأيام المقترحة للهجوم.
بعد بدء الحرب، ألقى الشيخ عبد الحليم محمود خطبة من منبر الأزهر الشريف، دعا فيها الناس والقيادات إلى التوحد في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدًا أن من يموت في هذه الحرب شهيد وله الجنة، أما من يتخاذل عنها فيموت على شعبة من شعب النفاق.
كما تم توزيع نشرة على قادة القوات المسلحة المصرية تذكر رؤية الشيخ. تضمنت النشرة رؤية أحد الصالحين لرسول الله وهو يتنقل بين الجنود، ورؤية أخرى تذكر أن الشيخ عبد الحليم محمود كان يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سيناء، حيث أشرق نور الرسول هناك بين الجنود.